وافقت واشنطن بحذر على منح الرئيس اليمني المنتهية ولايته علي عبدالله صالح تأشيرة دخول لاستكمال علاجه من آثار حروق "أصيب بها على إثر محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو الماضي" في صنعاء. وقال مسؤولون أميركيون إن الموافقة التي تمت من حيث المبدأ "اشترطت تحديد مدى زمني قصير للزيارة وإيضاح مسار الرئيس اليمني خلال تواجده في الأراضي الأميركية قبل وصوله". وطبقا لتقارير أميركية فإن الموافقة جاءت بعد خلافات ظهرت في صفوف العاملين في الأجهزة الأميركية المعنية بالشرق الأوسط وبالأزمة في اليمن. وكان المعارضون لمنح صالح التأشيرة يشيرون إلى الأثر السيئ الذي يمكن أن يخلفه ذلك في شارع المعارضة اليمنية، إذ يتمسك المتظاهرون بضرورة محاكمة صالح. أما من يؤيدون منح التأشيرة فإنهم استندوا على أن ابتعاد صالح عن اليمن يمكن أن يؤدي إلى بعض التهدئة ومن ثم يساهم في تمهيد الطريق للانتخابات التي ستجري العام المقبل وذلك بالإضافة إلى الأسباب الطبية والإنسانية. وعلى الرغم من أن التأشيرة لم تمنح بعد، فإن من المتوقع أن يوافق صالح على القيود التي وضعتها وزارة الخارجية ومن ثم فإن السفارة الأميركية في صنعاء ستتلقى موافقة واشنطن على منح التأشيرة ما لم يعدل صالح عن الزيارة. وتأتي الصيغة المزدوجة للموافقة المشروطة على منح التأشيرة "من حيث المبدأ" مع التصريح بأن التأشيرة لم تمنح رسميا بعد كوسيلة لقياس ردة الفعل في شارع المعارضة اليمنية قبل اتخاذ قرار نهائي إذ إنها تترك الخيارين مفتوحين وتلفت نظر المعارضين في المدن اليمنية إلى احتمال منح التأشيرة مع ذلك. ويقول الأميركيون إن الرئيس اليمني لا يستطيع الحفاظ على توازنه عند الوقوف بسبب أضرار لحقت بالأذن الوسطى. وفيما يقول المسؤولون الأميركيون إنه طبقا لمعلوماتهم فإن صالح لا يعاني من مشكلات صحية ذات شأن، فإنهم يؤكدون أن وجوده في اليمن يضر باحتمالات التوصل إلى تسوية سياسية تؤدي إلى إنهاء الأزمة هناك. إلى ذلك دعا نواب من الكتلة البرلمانية المنتمية إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح، مشروع الفدرالية كأحد المخارج العملية لبقاء اليمن موحدا. وحثوا على التعاطي مع خيار الفدرالية اليوم قبل "وقوع الانفصال غدا"، في إشارة إلى مساع لأطراف يمنية، من بينها الحراك الجنوبي السلمي، لاستعادة دولة الجنوب التي توحدت مع الشمال قبل أكثر من 20 عاما. وقال الشيخ محمد بن ناجي الشايف، رئيس لجنة الحقوق والحريات في جلسة بمجلس النواب أمس أن "الفدرالية أمر لا مفر منه وعلى الجميع القبول به قبل أن يرغموا على القبول بخيارات أخرى". ميدانيا سقط عدد من الجرحى في اشتباكات وقعت بين المعتصمين في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء. وقالت مصادر قريبة من الساحة إن نحو 32 شخصا جرحوا أثناء اشتباكات بين أنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح، المهيمن على الساحة ومجاميع من أنصار عبدالملك الحوثي.