في بداية العام المقبل وفي 14 يناير تكون ملكة الدنمرك "مارجريت الثانية " قد جلست على العرش الملكي لفترة 40 عاما، بعد توليها التاج من والدها "فريديرك الخامس" الذي توفي عام 1972 حيث كان عمر الملكة يومئذ 32 عاما، ولكنه قبل وفاته كان قد أعدها لتولي العرش بحكمة وثقافة عالية، إذ هي الابنة الكبرى لثلاث شقيقات حيث كان يعدها الابن الأكبر. وتناول كتاب ألفه الصحفي" ينس أندرسن" بعنوان "40 عاما على العرش" حياة الملكة منذ توليها العرش بعد والدها من ناحية تعلقها بالدين بالدرجة الأولى، وزواجها من الأمير "هنريك" الفرنسي الأصل وما شاب الزواج من أزمات بعد اكتشافها رحلاته المشبوهة إلى إيران في السبعينات من القرن الماضي، وتمسكها بهذا الزواج مصممة على إنجاحه وطريقة تعاملها مع الإعلام الذي كان آنذاك يفضح رحلاته السرية إلى أماكن مشبوهة وأصدقاء مشبوهين. كما استعرض جزءاً من أعمالها الفنية من رسوم زيتية وزخرفات، كان بعضها ناجحا وبعضها الآخر سيئا والسبب يعود حسب رأي الكاتب إلى مستشاري الملكة الذين لم يقدموا لها النصح الكافي في هذه المجالات. حياة الملكة كما أوردها الكاتب كانت مليئة بالأعمال والمهام العائلية والشعبية، حيث اعترفت بأنها لم تملك الوقت الكافي لمساعدة زوجها كما يجب واعترفت بأنها كانت مقصرة في الاهتمام بولي العهد الأمير "فريدريك" وأخيه الأمير "يواكيم" أثناء طفولتهما كما يهتمان الآن بأولادهما في هذا الوقت. ويتحدث الكتاب عن معاناة زوجها الأمير هنريك الذي وقف دائما إلى جانبها في غالبية حياتها كشبح وهو الآن سيقف إلى جانب ابنه ولي العهد كشبح مرة أخرى دون أن يكون له أي تأثير في المجتمع الدنمركي؛ مما جعله كئيبا وممتعضا من معاملة الدنمركيين له بهذه الطريقة إلى جانب إصابته بالمرض بداية عام 2004 وحصول فتور في العلاقة الزوجية، وسفره إلى فرنسا لوقت طويل بسبب الراحة والاستطباب. ولم ينس "اندرسن" اهتمام الملكة بحياة المهاجرين واللاجئين الجدد إلى الدنمرك، وحبها لتبادل الثقافات وروح التسامح التي اشتهرت بها علانية رغم انتقادها كثيرا من قبل بعض الساسة، ولم تخل كلماتها في رأس كل عام للشعب الدنمركي من الكلام عن المهاجرين واللاجئين واستيعابهم في المجتمع وفتح الأبواب لهم بروح متسامحة بعيدة عن التكبر والعنصرية. اعتمد الكاتب على ست جلسات مع الملكة خلال فترة طويلة لإكمال كتابه عنها الذي يتألف من 508 صفحات. ويضم نحو 40 صورة للملكة مع أهم الشخصيات العالمية والعائلية أثناء حقبة توليها العرش الذي لم تزل عليه، ولم تعلن صراحة وقت تخليها عنه لولي العهد الأمير فريديرك الذي يطالب غالبية الشعب الدنمركي بتوليه الآن رغم حبهم للملكة الأكثر شعبية في تاريخ ملوك الدنمرك، وأكثر مأساوية في حياتها العائلية.