أوضح أستاذ كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، أن الكرسي سيسهم في إبراز منظومة الأخلاق الإسلامية في ظل التقدم العلمي والتقني، مشددا على ضرورة تفعيل دور القيم الأخلاقية الإسلامية في صياغة أهداف الحياة، والتوسع في مفهوم الأخلاق. ونبه إلى ضرورة اهتمام الكرسي بتوطيد مفهوم القيم الأخلاقية، من الناحية التربوية المباشرة المتمثلة في تربية الأبناء في المنازل والمدارس، أو من الناحية التنظيرية من حيث وضع المناهج الدراسية والمنشورات التوعوية في البيت والشارع والأسواق والأماكن العامة، من أجل غرس القيم الإسلامية للخلق الحميد في نفوس النشء. وأشار ابن حميد خلال محاضرة ألقاها أمس بجامعة الملك عبدالعزيز بعنوان "الأخلاقية بين الإسلام والغرب" ضمن سلسلة محاضرات الكرسي، إلى أن من أهم السمات والآداب والضوابط الشرعية، التي تدل على حسن الخلق، الصبر والعفو والرفق والإنفاق. واعتبر أن الخلق يمثل الصفة الراسخة في النفس، التي تصدر عنها الأفعال من غير تكلف، ولها آثارها الحسنة والقبيحة في السلوك. كما تحدث عن مصدر الأخلاق وأهم الاتجاهات الفلسفية الأخلاقية في تاريخ البشرية، التي لم تتفق على مصدر واحد لتقويم سلوك الإنسان، ولم تحدد له مرجعا سلوكيا أخلاقيا يحتكم به، ومنها المجتمع والعقل البشري والضمير الإنساني وقيم اللذة والسعادة. عقب ذلك تمحورت المحاضرة حول المذاهب الأخلاقية الغربية، والتي اشتملت على ثلاثة عناصر هي: الأخلاق الغربية، والفلسفة النفعية، والفلسفة الوضعية، كما تطرق إلى أهم الخصائص الإسلامية العظيمة والجميلة، التي تعكس روح الإسلام وجماله وجاذبيته، ومنها تميزها بالمصدر الرباني والشمول والعموم والثبات واللزوم، إضافة إلى إقناع العقل وإشباع الوجدان والمسؤولية والإلزام والتكامل في معاملة الظاهر والباطن وتطبيق الصلاحية العامة لكل زمان ومكان وكذلك ترسيخ الرقابة الذاتية وربطها بمعاني الإيمان والتقوى، وأخيراً الجزاء المتمثل في الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة. وأشار ابن حميد إلى الوسائل الثلاث التي تبين حماية الإسلام للأخلاق وهي: التربية الإيمانية، والتربية الاجتماعية، والعقوبات الشرعية، ويندرج تحتها أمران وهما الحدود والتعزير.