تلقى رئيس المجلس الأعلى للقضاء إمام المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد هديةَ تذكارية من جامعة الملك عبدالعزيز، وهي تسجيل نادر لدى جامعة الملك عبدالعزيز قبل أكثر من 25 عاماً لتلاوة ابن حميد في صلاة التراويح في المسجد الحرام. وتسلم ابن حميد وهو أستاذ كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، بعد أن ألقى محاضرةً في جامعة الملك عبدالعزيز أمس عن «القيم الأخلاقية بين الإسلام والغرب»، أكد في بدايتها أن من أسباب إنشاء الكرسي إبراز منظومة الأخلاق الإسلامية في ظل التقدم العلمي والتقني، وضرورة تفعيل دور القيم الأخلاقية الإسلامية في الحياة، إضافةً إلى الإسهام في صياغة أهداف الحياة والتوسع في مفهوم الأخلاق، موضحاً أن من أهم السمات والآداب والضوابط الشرعية التي تدل على حسن الخلق الصبر والعفو والرفق والإنفاق. وبدأ ابن حميد محاضرته وهي ضمن سلسلة محاضرات كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، بتعريف الخلق باعتباره الصفة الراسخة في النفس التي تصدر عنها الأفعال من غير تكلف ولها آثارها الحسنة والقبيحة في السلوك، ثم تحدث عن مصدر الأخلاق وأهم الاتجاهات الفلسفية الأخلاقية في تاريخ البشرية التي لم تتفق على مصدر واحد لتقويم سلوك الإنسان، ولم تحدد له مرجعاً سلوكياً أخلاقياً يحتكم إليه، ومنها المجتمع والعقل البشري والضمير الإنساني وقيم اللذة والسعادة. وتمحورت المحاضرة حول المذاهب الأخلاقية الغربية والتي اشتملت على ثلاثة عناصر، وهي الأخلاق الغربية والفلسفة النفعية والفلسفة الوضعية، وتطرق ابن حميد إلى أهم الخصائص الإسلامية العظيمة والجميلة التي تعكس روح الإسلام وجماله وجاذبيته ومنها تميزها بالمصدر الرباني والشمول والعموم والثبات واللزوم، إضافةً إلى إقناع العقل وإشباع الوجدان والمسؤولية والإلزام والتكامل في معاملة الظاهر والباطن وتطبيق الصلاحية العامة لكل زمان ومكان، وكذا ترسيخ الرقابة الذاتية وربطها بمعاني الإيمان والتقوى، وأخيراً الجزاء المتمثل في الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة. وأشار إلى أن الوسائل الثلاث التي تبين حماية الإسلام للأخلاق هي التربية الإيمانية والتربية الاجتماعية والعقوبات الشرعية، ويندرج تحتها أمران هما الحدود والتعزير. وبعد انتهاء المحاضرة، استمع ابن حميد للمداخلات والأسئلة والملاحظات من قبل الحضور وناقشتها معهم، والتي اشتملت على كيفية نقل الأخلاق الإسلامية للغرب، وإقامة دورات في الدول الأجنبية لنشر القيم الأخلاقية الإسلامية، إضافة إلى تعليم الأبناء القدوة الحسنة.