أرجع محللون ماليون تهاوي قيم أسهم شركات السوق السعودي، في ربع الساعة الأخيرة من جلسة أمس، إلى عمليات بيع عشوائية، طالت معظم أسهم شركات المضاربة المتوسطة والصغيرة، حيث سجلت نحو 20 شركة النسبة الدنيا، منبهين إلى أنها تأتي بعد أن سادت ارتفاعات مضاربية خلال الفترة الماضية، فيما توقعوا أن تسلك تعاملات اليوم مسارا إيجابياً. وقال محللون، تحدثوا إلى "الوطن" أمس، إن عملية التراجع المفاجئة، في ظل تأكد عدم وجود أخبار سلبية، تعود إلى عمليات بيع بكميات ضخمة نفذها مضاربون كبار على أسهم شركات المضاربة، تجاوب معها المضاربون الصغار، مما أدى إلى خلق حالة بيع عشوائي طالت معظم قطاعات السوق. وفي حين تداول مستثمرون في أوساط السوق، معلومات تفيد بوجود خلل فني لحق بنظام "تداول" في الساعة الأخيرة، امتنع مسؤولو الإعلام بشركة السوق المالية "تداول" عن الرد على اتصالات "الوطن، إلا أن وسطاء قالوا ل "الوطن"، لم نرصد أي خلل فني، وهذا ما تؤكده قيمة التداولات الضخمة التي وصلت إلى 7 مليارات ريال. وأغلق مؤشر السوق أمس خاسراً 82 نقطة، وسط هبوط لجميع الأسهم المتداولة، باستثناء أسهم 8 شركات حافظت على اللون الأخضر، فيما برز سهم شركة "مسك"، فيما يلفت المحللون إلى قرب ظهور نتائج الربع الرابع، والتي تمثل نهاية العام المالي، حيث يعمد المستثمرون إلى تغيير مراكزهم المالية تبعاً لتوقعات نتائج الشركات. وقال مدير إدارة الأبحاث والمشورة في شركة البلاد للاستثمار، تركي فدعق، إن السيناريو المرجح لما حدث في تعاملات أمس، يتمثل في عمليات بيع نفذها عدد من كبار المضاربين على أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة، وهو ما سبب حالة من الهلع لدى المتعاملين جرت السوق معها إلى عمليات بيع جماعي وعشوائي. وأضاف فدعق، "يظهر أن البيوع التي تمت على أسهم شركات المضاربة أمس، تأتي بعد أن سادت عمليات مضاربة واسعة خلال الأسابيع الأخيرة في عدد من الشركات الصغيرة"، مشيراً إلى أن السوق سجل أمس قيمة تداولات هي الأعلى منذ نحو عامين، بتجاوزها قيمة 7 مليارات ريال، يظهر أن نسبة السيولة الداخلة منها تبلغ 47.5 %، فيما النسبة الخارجة مثلت 52.2 %.