عقب ثماني جلسات حمراء بامتياز، وخسارة 103 ريالات خلال 4 ساعات فقط هي مجموع تلك الجلسات؛ لم يعد تأثير الانهيار الذي تعانيه (أنعام القابضة) مقتصرا على سهم الشركة وملاكه فحسب، بل إنه صار عبئا على الشركات المقاربة في وضعها ل(أنعام)، أو ما يطلق عليها اسم (الخشاش). وجهة نظر حرص كثير من المستثمرين على نقلها مؤكدين أن تواصل مسلسل خسائر السهم هو بمثابة المسمار الأخير في نعش العديد من الشركات المتعثرة، ومستشهدين بالمستويات السعرية المتدنية التي بلغتها أسهم تلك الشركات مؤخرا، والتي يمكن أن تنخفض أكثر مع تزايد عزوف المتداولين عنها. وقال المستثمر حمد الهزاع بأن (أنعام) كانت حتى ما قبل إيقافها بساعة تتزعم شركات المضاربة، لا سيما الخاسرة منها، بل إنها كانت (الترمومتر) الذي تقاس بناء عليه حركة أسهم (الخشاش)، ومن هنا فإن إيقاف الشركة لفترة طويلة شكل ضربة غير سهلة للمجموعة التي تنتمي إليها، ثم جاءت الضربة الأقسى عبر شروط وطريقة إعادة (أنعام) إلى التداول.وأعرب الهزاع عن اعتقاده بأن طريقة تداول (أنعام) صُممت لتحجيم حركة السهم، وتقليص فرص المضاربة عليه إلى أدنى حد، وبذلك (نجحت الهيئة في تعطيل خطط بعض المضاربين لإنعاش السهم واتخاذه أداة لإطلاق عنان أسهم أخرى باتجاه التضخم السعري الذي تنفجر فقاعته بعد حين مخلفة مزيدا من الخاسرين).أما المضارب سعود المسلط فقال لقد ضغطت (أنعام) على شركات الخشاش، وعلى سلوك مضاربي تلك الشركات أيضا إلى درجة صار معها كبار المضاربين حريصين على رضى الصغار حتى لا يقعوا تحت ضغط موجة بيع جماعي لا يمكن السيطرة عليها. فيما رأى عبد الكريم السهيمي أن تسجيل أسهم أشهر شركات (الخشاش) أسعارا متدنية لم يسبق أن سجلتها منذ فترات طويلة نسبيا فيه دلالة أكيدة على أن تداولات (أنعام) الهزيلة فرضت تأثيرها السلبي الواضح على (زميلاتها في التعثر)، متوقعا أن يتضاعف هذا التأثير كلما تضاعفت خسائر (أنعام) التي باتت كشركة نموذجا واقعيا لكل من يريد التعرف إلى مصير الخشاش، حسب تعبيره.وأعاد المستثمر أنس الرشدان لفت الانتباه إلى ما يتردد عن اتخاذ تداول (أنعام) كعينة اختبار لتقسيم السوق إلى مستويين، حيث تتطلع الهيئة لمعاينة هذا التقسيم على أرض الواقع قبل تطبيقه، معتبرا أن بقاء الشركات المتعثرة في سوق واحدة مع الشركات القيادية والناجحة سيضر بالأولى، ويدفع إلى هبوط أسهمها تدريجيا، في حين أن نقلها -أي الشركات المتعثرة- إلى سوق مستقلة سيخفف من تلك الانعكاسات السلبية، انطلاقا من أن جميعها ذات أداء متقارب. وسبق لمراقبي تعاملات ومستثمرين أن عبروا لموقعنا عن اعتقادهم بأن قرار إعادة (أنعام القابضة) إلى التداول، يحمل في مضمونه تمهيدا لإنشاء سوق موازية تضم الشركات الصغيرة والخاسرة، محتكمين إلى البند الرابع من القرار والذي يشير إلى أن تسوية جميع العمليات تجري بعد نهاية فترة التداول على السهم، ما يعني أن المناقلة بين المشتري والبائع لا تتم خلال فترة التداول، وهو عين النظام المتبع في صفقات الشركات المدرجة ضمن الأسواق الموازية. من جانبه قال المحلل محمد الرعوجي إن كلمة (الخشاش) تطلق على عموم الشركات الصغيرة والخاسرة، ولكنها تتمحور حول خمس شركات، أربعة منها في قطاع الخدمات بما فيها (أنعام)، وواحدة في القطاع الزراعي، بخلاف (بيشة) الموقفة عن التداول حتى الآن.ونبه الرعوجي إلى أنه لا يريد أن يبدو في موقع المدافع عن أداء هذه الشركات، لكنه يحاول توضيح الأمور بعيدا عن التضخيم، موضحا بأن بعض الأسهم لا تزال (ممسوكة) من قبل مضاربيها الرئيسيين، الذين يعرفهم المتداولون بأسمائهم الصريحة أو ألقابهم.