أعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن الغارة الأميركية على وكالة مهمند كانت متعمدة وأنه توجد أزمة ثقة حقيقية بين باكستان والولايات المتحدة. ودعا جيلاني أمس إلى عقد حوار بين الطرفين لإرساء العلاقات على أسس جديدة، مؤكدا أن باكستان لن تفك الحصار المفروض على حركة شاحنات الأطلسي لأفغانستان إلا بعد التوصل إلى صيغة استراتيجية جديدة تضمن عدم اعتداء القوات الأميركية على القوات العسكرية والأمنية الباكستانية. كما أكد جيلاني أن العلم الباكستاني رفع فوق قاعدة شمسي بعد إجلاء القوات الأميركية منها، وأن باكستان لن تمنح مستقبلا قواعد عسكرية للولايات المتحدة، متهماً إياها بالقيام بلعبة مزدوجة مع باكستان تضر بمصالحها الحيوية في جنوب آسيا. على صعيد آخر ترأست وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني كهر اجتماعا لسفراء باكستان في أميركا وحلف الأطلسي بحضور رئيس المخابرات العسكرية الجنرال أحمد شجاع باشا ووزير المالية عبدالحفيظ شاه لدراسة مستقبل العلاقات الباكستانية مع أميركا والأطلسي وتداعياتها العسكرية والاقتصادية على بلادها. وكان القائد الأعلى للقوات الأجنبية في أفغانستان ،الجنرال جون آلن، أعلن أنه من الصعب أن تمنح القوات الدولية للمساعدة في أفغانستان ضمانات بأنها لا تستهدف أهدافاً باكستانية، مثلما حدث في الغارة الجوية على منطقة "سولاله" بوكالة موهمند القبلية الباكستانية، والتي أسفرت عن مقتل 26 جندياً باكستانياً في 26 نوفمبر الماضي. وأضاف ألن "أنهم في حالة الحرب مع الإرهابيين لذا من الصعب أن يمنحوا الضمان بعدم تكرار حادثة موهمند"، مشيراً إلى أن الغارة التي نفذتها الطائرات الأميركية على القوات الباكستانية كانت بالخطأ وليست عن عمد. من جانبه صادق قائد قوات العمليات الخاصة الأميركية الأدميرال ويليام ماكرافين، على خطة محتملة لتعزيز عدد المسلحين الأفغان الذين يمولهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) لحماية قراهم .وقال ماكرافين إن الخطة تهدف لزيادة عدد المسلحين الأفغان بمقدار ثلاثة أضعاف في غضون العامين المقبلين وربما يتم توسيع نطاقها لأكثر من ذلك، بحسب ما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأميركية. وأوضح ماكرافين أن عدد ما يعرف بإسم "الشرطة المحلية الأفغانية" سيزيد من 9800 إلى 30 ألفا بحلول نهاية 2013، غير أنه صادق على تمديد ذلك البرنامج إلى 2015. وتنشط تلك الجماعات في 57 منطقة غير أنه من المقرر أن تشمل 99 منطقة بنهاية 2013. ميدانياً، دمر مسلحون أمس، 7 شاحنات صهاريج أطلسية محملة بالبنزين إلى أفغانستان، وقتلوا أحد السائقين في منطقة دادار جنوب شرق كويتا عاصمة بلوشستان جنوب غرب باكستان. وقتلت عناصر من طالبان الليلة قبل الماضية أفغانياً يدعى زين الله في منزله بإقليم أرزكان، لاعتبار أنه آوى الرئيس الأفغاني حامد قرضاي قبل 10 سنوات، في منزله بعد مشاركته في مؤتمر بون الذي عينه رئيساً موقتاً لأفغانستان بعد الإطاحة بنظام طالبان.