تتجه الأنظار اليوم إلى إستاد خليفة في الدوحة الذي يشهد افتتاح دورة الألعاب العربية ال12 في ظل أوضاع مضطربة في بعض الدول العربية ومشاركة قياسية لنحو 6 آلاف مشارك بين رياضيين وإداريين من 21 دولة، باستثناء سورية الغائبة الوحيدة. وهي المرة الأولى التي تقام فيها دورة الألعاب العربية في المنطقة الخليجية، إذ بقيت حكراً على مصر ولبنان وسورية والأردن والمغرب والجزائر. ودفعت بعض الدول بعدد قياسي من الرياضيين، خصوصا مصر وفلسطين وقطر والعراق والمغرب والأردن والبحرين، وحدهم رياضيو سورية يغيبون عن الحدث بعد قرار عدم المشاركة لأسباب تداخلت فيها الرياضية بالسياسة، وذلك إثر تعليق مشاركتها في الجامعة العربية بسبب الأوضاع فيها. جاء اعتذار سورية بكتاب رسمي وجهته اللجنة الأولمبية السورية إلى اتحاد اللجان الأولمبية العربية قالت فيه "سورية كانت على الدوام حاضنة للأشقاء العرب وفتحت ذراعيها في كل وقت وحين وأسست للاتحادات العربية النوعية، واستضافت الكثير من الأنشطة والفعاليات والدورات العربية حين اعتذر الآخرون عن استضافتها، ويؤسف اللجنة الأولمبية السورية عدم المشاركة في الدورة العربية نظراً للمؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية وشعبها من أميركا والدول الغربية والمتربصين بالأمة العربية ووحدة شعبها وأرضها". وأعلنت اللجنة المنظمة للدورة أن انسحاب سورية لن يؤثر على المنافسات، حيث أكد رئيس اللجنة، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني" هناك حضور كبير لبعثة مصر بجانب البعثات الأخرى رغم الظروف التي تمر بها المنطقة العربية بشكل عام، واعتذار سورية لن يؤثر على سير الدورة". وسيفتتح أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الدورة، لكن تفاصيل حفل الافتتاح بقيت طي الكتمان، باستثناء الإشارة إلى استخدام تكنولوجيا "هي الأولى من نوعها خلال حفل الافتتاح". وأوضح الشيخ سعود في هذا الصدد "يمثل حفل الافتتاح بداية الرسالة التي توجهها قطر إلى الدول العربية، والتي تتمثل في جمع دورة الألعاب العربية لهذا العام جميع القيم التي تتقاسمها الدول العربية في الرياضة والثقافة والفنون والفعاليات المميزة والعروض الموسيقية الحية والأداء المذهل من مختلف دول الوطن العربي لترفيه الجماهير من كافة الجنسيات والأعمار". وستقوم شركة عالمية مختصة، بتنظيم الحفل، حيث ستستخدم تكنولوجيا وتقنيات فنية لأول مرة، وهي إحدى أشهر الشركات العالمية في مجال تصميم وتنظيم الفعاليات الكبرى، وسبق أن نظمت حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية ال15 في الدوحة عام 2006 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية ال26 في سيدني الأسترالية عام 2000، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت العام الماضي في فانكوفر. عام الثورات العربية لم يكن الشروع بإنجاز ترتيبات استضافة نحو 6 آلاف رياضي ورياضية أمراً يسيراً في ظل ما شهدته وتشهده الدول العربية من انتفاضات وثورات وحروب، أدت إلى تغيير الأنظمة في تونس ومصر وليبيا، وتوتر أمني كبير لأشهر في اليمن وسورية. قرار اللجنة المنظمة للدورة العربية كان حاسماً قبل أشهر، وذلك عقب اندلاع الثورات والاضطرابات الأمنية في أكثر من بلد عربي، بأن الدورة ستقام في موعدها المحدد، ثم أكدت لاحقاً عدم تأثير ما يجري في بعض الدول العربية على حجم المشاركة ونوعيتها. وللمرة الأولى في تاريخ الدورات العربية، سيمكث الرياضيون في قرية مخصصة لهم، على غرار الألعاب الآسيوية والأولمبية. وتقع قرية الرياضيين في منطقة الوكير (جنوب شرق الدوحة) التي تبعد نحو ربع ساعة عن المطار. وبموازاة الاستعدادات القطرية، خيم الشك حول مشاركة عدد من الدول التي تعطي المنافسات رونقاً خاصاً، وفي مقدمتها مصر، اذ تجددت منذ نحو 3 أسابيع التظاهرات في ميدان التحرير الشهير، كما حصل إبان الإطاحة بالرئيس حسني مبارك مطلع العام، كما سقط عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة، ما أعطى انطباعاً بأن المصريين لديهم ما يشغلهم عن المشاركة في الدورة العربية، لكن القرار كان بمشاركة قياسية يغيب عنها منتخب كرة القدم. كما أن إشكالات إدارية أخرت التوقيع على تكاليف سفر البعثة إلى أن وجدت الأمور طريقها إلى الحل قبل أيام، حيث ستضم البعثة المصرية 512 شخصاً، منهم 246 رياضيا و123 رياضية. حتى اليمن الذي مزقه الاقتتال الداخلي بين النظام ومعارضيه منذ مطلع العام أيضاً يشارك رياضيوه في الدورة، حيث أكد الأمين العام لاتحاد اللجان الأولمبية العربية عثمان السعد "مشاركة اليمن"، مشيراً إلى أن "هذا أمر هام للغاية لأنه تهمنا المشاركة الكبيرة وتحقيق الهدف الأسمى من إقامة الدورة العربية". ألعاب الدورة تحتضن الدورة 29 نوعاً من الرياضات هي: السباحة والقوس والسهم وألعاب القوى وكمال الأجسام والبولينج والملاكمة والشطرنج والبلياردو والدراجات الهوائية والفروسية والمبارزة والجولف والجمباز والجودو والكاراتيه والشراع والرماية والإسكواش والتايكاندو ورفع الأثقال والمصارعة وكرة الهدف وألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة.