أعيد انتخاب إحداهن رئيسة لليبيريا، وتقوم الثانية بمساع من أجل المصالحة الوطنية في هذا البلد نفسه، أما الثالثة التي تعتبر من رموز ما يسمى ب"الربيع العربي" فتناضل للإطاحة بالنظام في اليمن. وسيجتمعن غدا لتسلم جائزة نوبل للسلام. وكانت لجنة نوبل النرويجية اختارت ألين جونسون سيرليف، وليماه غبويي، وتوكل كرمان في السابع من أكتوبر الماضي، كفائزات بالجائزة "بسبب نضالهن غير العنفي من أجل سلامة النساء وحقوقهن بالمشاركة في عملية السلام". وبعد شهرين على هذا الإعلان، سيتسلم هذا الثلاثي الجائزة القيمة من رئيس اللجنة ثوربيون ياجلاند في الموعد التقليدي المحدد في العاشر من ديسمبر، ذكرى وفاة ألفريد نوبل. وستصل سيرليف (73 عاما) إلى أوسلو بصفتها رئيسة أعيد انتخابها قبل فترة قصيرة. وسيرليف التي تتمتع بشعبية في الخارج، لا تؤمن الإجماع حول شخصها في ليبيريا التي بالكاد تتعافى من حربين أهليتين أسفرتا عن 250 ألف قتيل بين 1989 و2003. وخلال الحربين، استعان أطراف النزاع بالأطفال الجنود وتفشت عمليات الاغتصاب وتشويه المدنيين. ومن أجل تضميد جراح بلادها، تعول "المرأة الحديدية" على مواطنتها وشريكتها في جائزة نوبل، ليماه غبويي التي عهدت إليها القيام بمهمة المصالحة الوطنية. وغبويي التي تنشط في المجال الاجتماعي والملقبة ب"المحاربة من أجل السلام"، أسست حركة نسائية سلمية، ساهمت في إنهاء الحرب الأهلية الثانية في 2003. أما اليمنية توكل كرمان، أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام، فهي ضمن الوجوه البارزة للثورات العربية التي أطاحت هذه السنة بالأنظمة في تونس ومصر وليبيا. وكانت كرمان (32 عاما) التي تناضل منذ فترة طويلة من أجل حرية التعبير وحقوق النساء، إحدى الشخصيات البارزة للحركة التي تطالب بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتولى السلطة منذ 33 عاما. وجائزة نوبل هي عبارة عن ميدالية ذهبية وشهادة وشيك قيمته 10 ملايين كورون سويدي (حوالي مليون يورو) يقسم على الفائزات الثلاث بالتساوي. أما الجوائز الأخرى (الآداب والكيمياء والفيزياء والطب والعلوم الاقتصادية)، فستمنح غدا أيضا إنما في ستوكهولم.