يعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا أن المواطن العربي كان مهيّأ لمرحلة الربيع العربي، قائلا إن "المجتمع مكون من شرائح عدة، والشريحة الأهم هي الشباب وهم أساس الحراك والمستقبل وهم يجيئون بأكثر ما يعتقد الناس"، وأضاف: من صنع الأحداث في مصر وتونس وليبيا قادر على صياغة المستقبل بصورة مختلفة عن الماضي الذي صنعته الأجيال السابقة. ورأى الغبرا أن مؤتمر فكر 10 من المؤتمرات التي تمثل ثقلا عالميا، وينتج عنها حوارات فكرية، ما تلبث أن تتحول إلى مدرسة مصغرة مفيدة للمشاركين الذين يأتون من مشارب مختلفة، لافتا – بحسب رأيه- إلى أن جمهور الفكر العربي ليس عاديا "بل مثقف وعالم بكثير من بواطن الأمور، لذا كان النقاش غنيا ومفيدا للكثيرين". وحول مستقبل الدول العربية مع مرحلة ما بعد الربيع، قال الغبرا إنها بدأت بالتعامل بفعالية مع "جراحها ونواقصها وجمودها" وفي طريقها إلى مستقبل أفضل. وأضاف: إن المرحلة المقبلة ستفتح ما أسماها ب"المسامات المغلقة" في جسد الكيان العربي، مشيرا إلى أن ذلك أمر أساسي لعلاج المشكلات، بتفعيل المشاركة والحوار. ونبه الغبرا إلى أن "الربيع العربي هو بداية لمرحلة طويلة من التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية"، وهو ما اعتبره محفزا للدول العربية نحو المزيد من العمل على الترابط ودعم أسس الدولة الحديثة.