على هامش المؤتمر التاسع لمؤسسة الفكر العربي الذي تنتهي فعالياته اليوم الخميس، أكد عدد من المثقفين والمفكرين المشاركين على ضرورة تدعيم حراك "المجتمع المدني، وتكامل رؤية النخب المثقفة مع صناع القرار السياسي في الوطن العربي، وشددوا على أهمية "الانفتاح والاهتمام برؤية جديدة لتعليم الشباب"، كما يؤكد بذلك أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت والباحث في القضايا الاستراتيجية الدكتور شفيق الغبرا، الذي يضيف في حديثه إلى "الوطن": "ضرورة استثمار التنوع التعددي في المجتمع العربي، كآلية واضحة لرسم مستقبلنا العربي"، مشترطاً: "أن المستقبل العربي مرهون إذا ما أرادوا ذلك وتبنوا منهج الانفتاح على الثقافة والحداثة، وأيضاً الانفتاح الداخلي"، مشيراً إلى "أن المجتمعات العربية مجتمعات متعددة متنوعة، وذات تركيبة إثنية مذهبية وطائفية، بمعنى أنه لا يوجد إجماع عربي في تركيبة المجتمع العربي"، معتبراً أن "التنوع عنوان عربي لم يبلور واقعياً في واقعنا العربي"، مؤكداً في حديثه :"المستقبل العربي لن يرسمه صانعو القرار، بل من يرسم ذلك المستقبل حركة المجتمع العربي (المدني)، من قبل المفكرين والمثقفين والمنتج الأدبي، والجيل الصاعد من الشباب عبر المشاركة السياسية والمدنية"، لا يمكن "تحميل صانع القرار مسؤولية رسم المستقبل، لأنه مهموم بإدارة الحاضر وتأمينه"، ووجه الدكتور الغبرا انتقاده "لمن يستخدم الخصوصية "كثقافة انعزالية في رسم المستقبل"، قائلاً "من المهم في رسم المستقبل الانفتاح على ثقافات الأمم الأخرى وتنوعاتهم التباينية المهمة في تشكيل خارطة المستقبل". أما الكاتب الصحفي جهاد الخازن فقد رأى في حديثه إلى "الوطن" أن الساسة العرب ومواطنيهم "يجب أن يكونوا قادرين على رسم مستقبلهم"، وأضاف "أن الأجيال الجديدة من الشباب تستطيع أن تقوم بمهمة رسم المستقبل العربي"، مستدركاً بالقول: "إلا أن تلك الأجيال تصطدم بعازل كبير هو الخلافات السياسية العربية وعدم توافقها في العديد من القضايا الراهنة والمستقبلية"، إلا أن الخازن حذر مما أسماه "بالحلقة المفقودة بين صناع القرار والمفكرين حيث إنها لا تزال ضعيفة في عالمنا العربي حينما نأتي لرسم المستقبل". فيما أكدت وزيرة الإعلام البحرينية مي آل خليفة أن الثقافة عملية تكاملية بين الدول، ومن المهم جدا الانفتاح على جميع المكونات، ويأتي مؤتمر الفكر في نسخته ال9 ليؤكد ما يصبو إليه المنظمون من إيجاد حراك ثقافي بيني يتبناه العرب ويتحركون من خلاله.