أكد المشاركون في ختام الجامعة الصيفية لمنبر الحرية بالعاصمة اللبنانية بيروت الاثنين الماضي، على دخول المنطقة العربية في مرحلة شديدة الحساسية خاصة و “أن الثورة لا تعني الانتقال الديمقراطي”. الدورة التي شارك فيها كل من البروفيسور الكويتي شفيق الغبرا والباحثة التونسية آمال قرامي والخبير الاقتصادي المغربي نوح الهرموزي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة فاس أحمد مفيد والباحث المصري على مسعود، انعقدت تحت شعار “سنتان من الحراك العربي: قراءة في الثابت والمتغير”. أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري بجامعة فاس أحمد مفيد قال في افتتاح الجامعة الصيفية لمنبر الحرية ببيروت، “إن الثورة لا تعني بالضرورة الانتقال للديمقراطية ما لم تكن هناك مقومات للديمقراطية”. فيما قاربت آمال قرامي، الأستاذة بجامعة منوبة التونسية، الثابت والمتغيّر في حركات الاحتجاج في فترة الانتقال نحو بناء الديمقراطية. ووصفت الباحثة قرامي”الاحتجاجات المستمرة في عدد من الدول العربية بعد وصول حكومات منتخبة إلى السلطة بالظاهرة المثيرة”. وقالت إن الاحتجاجات تأتي “ردة فعل و شكل من أشكال المقاومة، وتعبيراً عن الاستياء من عدم تحقق بعض المطالب”. من جهة أخرى، أكد البروفيسور شفيق الغبرا أن الثورات العربية تتسم بعدد من الخصوصيات الجديدة “متسمة باللاعنف”، وأضاف أن “الشيء الإيجابي هو عدم وجود تيار أحادي قادر على احتكار الثورة، كما أن الإسلام السياسي لم يعد ينتج فقط متشددين يذهبون إلى الجهاد في أفغانستان، ولكنه ينتج أيضا عبدالمنعم أبو الفتوح السياسي الإسلامي المنفتح”. وتناول الباحث الاقتصادي المصري بالتحليل مستقبل تحرير التجارة الخارجية في بلدان الربيع العربي؛ حيث اعتبر أن ى عوائق التجارة الخارجية في بلدان الربيع العرب لا تزال هي نفسها رغم الشعارات المرفوعة كما إن تحرير التجارة الخارجية لا تزال تواجهه صعوبات كبيرة. وتوقف أستاذ الاقتصاد المغربي نوح الهرموزي عند تقيم حصيلة سنتين من الثورة خاصة جانب السياسات الاقتصادية المنتهجة في بلدان ما بعد الثورة، موضحا كيف تتسم معظمها بالارتجالية في أحسن الأحوال ومهادنة الفئات الأكثر ضجيجاً؛ نفوذًا أو تنظيماً، والتي تبحث بطبيعتها عن استمرار بؤر الريع التي كانت تستفيد منها أو “تناضل” فئات جديدة من أجل الحصول على امتيازات لم تكن تستفيد منها في ظل النظام القديم محاولة قلب الموازن لصالحها، بعدما أقصيت سنين من هذه الامتيازات. يذكر أن مشروع منبر الحرية ينظم ما بين الخامس والعاشر من سبتمبر المقبل الشطر الثاني من هذه الدورة بالقرب من العاصمة المغربية الرباط. وتُعدّ جامعة منبر الحرية الصيفية مناسبة لتنظيم ندوات دراسية وحلقات نقاش للحديث حول أهم قضايا الساعة في المجتمعات العربية. الشرق | بيروت