دعا رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية الأمير تركي الفيصل، دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى الإسراع في تحقيق الوحدة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، التي تعزز موقفها نظرا لأهمية منطقة الخليج الإستراتيجية بالنسبة للموقع، وكثروة اقتصادية للعالم. وقال إن دول مجلس التعاون يجب أن تكون فاعلة وقوية في جميع التفاعلات الدولية حول قضايا المنطقة، وألا تكون مرتهنة لتقلبات السياسة الدولية. وأضاف في الكلمة التي ألقاها أمس خلال الجلسة السادسة والأخيرة من جلسات منتدى "الخليج والعالم" تحت عنوان "التوقعات والنظرة إلى المستقبل"، "إننا، وبعد أكثر من 30 عاما من تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مطالبون بإعادة التفكير في أهدافنا للتكامل والتنسيق بين دولنا للارتقاء بها وبدورها في العالم، لاسيما وأن الظروف والتطورات المحلية والإقليمية والدولية تفرض ذلك". ولفت الفيصل الانتباه إلى "أهمية قراءة منطقتنا لمتغيرات عالمنا المعاصر وما شهده من تحولات جذرية على جميع الصعد: الفكرية، والإعلامية، والسياسية، والاقتصادية، والمالية، والاجتماعية، والأمنية، لأنها بمثابة التحديات للجميع، إلى جانب قراءة التعامل معها وتوجيهها نحو الخير إن كانت خيرا، وتجنب شرها إن كانت شرا". وأفاد أن دول المجلس ملتزمة بإقامة منطقة في الشرق الأوسط محظورة الأسلحة ذات الدمار الشامل، مشيرا إلى أنه يجب على دول المجلس أن تتقدم في مسيرتها كتكتل إقليمي متحد يسير بثقة ليكون قوة مكتملة العناصر وتعمل للخير في هذا العالم، وإجراء ما تتطلبه المرحلة من إصلاحات على جميع الصعد. كما دعا "إلى مراجعة الخطط التنموية لدول مجلس التعاون ليكون المواطن محورها، ولترقى به ليكون على مستوى الطموح الذي نتطلع إليه في وحدتنا المشتركة، فاعلين ومؤثرين للتطورات من حولنا". وختم كلمته بالقول "إن التحديات كبيرة ومتنوعة، والمسؤوليات عظيمة؛ ولكنها ليست عصية على الحل، وإن أحسنا الخيارات والوسائل فسيكون مستقبلنا كما نريده". رأس هذه الجلسة مدير عام معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور عبدالكريم بن حمود الدخيل، فيما تحدث خلالها عضو مجلس الشورى السابق في البحرين الدكتور باقر سلمان النجار، والدكتور أنور محمد الرواس من جامعة السلطان قابوس في عمان، ومدير مركز المنظمة الدولية والقانون من معهد شنغهاي للدراسات الدولية في الصين الدكتور يبي كينج. وأبرز المتحدثون في كلماتهم أهمية دور دول مجلس التعاون في استقرار المنطقة، والتحديات التي تواجهها في المستقبل، وكيفية مواجهتها.