تعيش إحدى الأسر في مدينة أبها وضعا مأساويا، إثر اختفاء ابنتها (18 عاما) قبل نحو ستة أشهر، وتواردت معلومات عن هروبها إلى اليمن، ومنذ ذلك التاريخ ولا يعلم أحد شيئا عن الفتاة، وسط عجز الأسرة عن التصرف بسبب وضعها المتواضع، وضعف الأب، وقلة حيلة الأم. أم الفتاة قالت ل "الوطن" "تعود الحادثة إلى أواخر العام الدراسي الماضي، عندما سرقت عباءة ابنتي وغطاء وجهها في المدرسة، لتطلب من والدها شراء بعض المستلزمات الخاصة بها من أحد الأسواق، إلا أنه في فجر الثلاثاء 26/7/1432، سمع والدها صوتا غريبا في فناء المنزل، وعند خروجه لاستطلاع الأمر، وتفقد الأبناء، وجد أن الفتاة غادرت المنزل في ملابسها المنزلية، من خلال قفزها من الدور الثاني إلى فناء المنزل، ومن ثم اختفاؤها". وتضيف الأم: "في صبيحة ذلك اليوم، أبلغنا الدوريات الأمنية بالحادث، وتم فتح محضر بالواقعة في مركز غرب شرطة أبها، وبعد مغرب ذلك اليوم اتصل شخص بوالدها يدعى أنه من جهة أمنية، وقال إن الفتاة برفقة أحد الخاطفين، وهناك مفاوضات لإعادتها خلال ثلاث ساعات، وبمراجعتنا للشرطة، وعرض رقم المتصل عليهم، أكدوا أنه لا يخص أي من مسؤولي الأمن، فطلبنا متابعة ذلك الرقم لمعرفة مصدره". وتابعت الأم قائلة: "وفي اليوم الثاني اتصلت ابنتي بنا من كابينة بأحد الأحياء بأبها تطلب المساعدة، فقمنا على الفور بإبلاغ الجهات الأمنية بالرقم، للاستدلال على موقعها، وعقب ذلك بيوم وردنا اتصال آخر من قبل الفتاة من هاتف جوال، وتم تزويد الأمن أيضا برقم المتصل". وتشير الأم إلى أنه بعد خمسة عشر يوما، أوقفت الجهات الأمنية ثلاثة أشخاص، سعودي ويمنيين، لقاء اتهامهم بنقل الفتاة وشخص إلى الحدود السعودية اليمنية، إلا أن أنهم أكدوا في مجريات التحقيق أنهم قاموا بنقل شخص ومرافقته على اعتبار أنها قريبة قريبته، ليتم إطلاق سراحهم بعد ذلك. وأوضحت الأم في شهر ذي القعدة الماضي تلقينا اتصالات متكررة من الفتاة، تارة تفيد بوجودها في اليمن، وتارة أخرى تقول إنها مرتاحة، وفي اتصالات أخرى كانت تبكي، وتصرخ، وتطلب المساعدة، وبذل الجهد لإعادتها إلى المملكة، كما وصلت إلينا عدة اتصالات من سماسرة، يزعمون قدرتهم على إعادتها مقابل مبالغ مالية، دون وجود ما يثبت قدرتهم على ذلك". وقالت الأم التي تعتقد أن ابنتها خرجت تحت تأثير السحر إن الفتاة ظلت قرابة 15 يوما ما بين أبها وجازان. وتساءلت الأم عن عدم وصول القضية للسفارة السعودية في اليمن، وهو ما أكده مسؤول الرعايا السعوديين في سفارة المملكة في صنعاء أحمد الشميمري الذي قال ل "الوطن" أول من أمس "بعد البحث والتقصي، لم ترد أي معلومات بشأن الفتاة إلى السفارة، أو طلب للبحث عنها من أي جهة". وناشدت الأم الجهات المعنية في منطقتي عسير وجازان بالعمل على إعادة ابنتها، فيما وجهت رسالة إلى أطياف المجتمع كافة تطالب فيها بتحييد العاطفة الزائدة، والحد من العطف على المجهولين. وفي هذا الإطار أكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير الرائد عبدالله بن علي آل شعثان ل "الوطن" أمس أن "شرطة المنطقة تتابع باهتمام قضية الفتاة، واتخذت كثيرا من الإجراءات، بمشاركة جهات أخرى وصولا إلى إعادتها، وما زالت تواصل جهودها بهذا الخصوص حتى يتم إغلاق ملف القضية".