أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن باب جهازه مفتوح للجميع وأنه على استعداد لتلقي أي شكوى أو نقاش حتى لو كان على حساب راحته في الإجازات الأسبوعية، رافعاً الملامة عن المواطن الذي يبحث عن المعاملة الحسنة والسعر المعقول عبر السياحة الخارجية. وقال في كلمته في افتتاح الملتقى الأول للوحدات السكنية المفروشة الذي افتتحه بالغرفة التجارية بالرياض أمس "أرجوكم ارفعوا سماعة الهاتف وهاتفوني مباشرة، فأنتم إذا أردتم الوصول في حاجة لكم تعرفون أين تجدوني، واستغرب من الناس الذين يقولون لا نعرف أين نجدك، وهم في الأساس إذا أرادوني في معاملة كلموني في منزلي حتى يوم الجمعة بالليل". وشدد الأمير سلطان على أن كافة الأمور والأنظمة المعمول بها في جهازه قابلة للنقاش والتعديل، لكون تلك الأنظمة وضعت لزمن محدد وقابلة للتعديل من منطلق الباب المفتوح والقلب المفتوح والذهن المصغي لكل الناس. وبيّن الأمير سلطان أن جهازه يهدف إلى أن يمتطي كل مواطن سيارته وهو لا يستعجل في مشواره حتى لا يُغضب "رجال المرور" وإنما أن يستمتع برؤية بلاده ومناظرها، قائلا "نهدف لعمل ما يطبقه المواطن في دول أوروبا بالمشي المتروي في الطرقات وتكرار المرور بها خمس مرات في الأسبوع للاستمتاع برؤية المناطق الجمالية والتراثية". ورفع الأمير سلطان بن سلمان الملامة عن المواطنين الراغبين في السياحة الخارجية على حساب الداخلية قائلاً "المملكة تشهد سوقاً هائلاً من الفعاليات لكن ذلك لم يحد من تسرب السياح السعوديين إلى الخارج، وتبلغ أعدادهم 6 ملايين سائح سعودي في الخارج سنوياً، فأنا لا ألوم المواطن على السياحة في الخارج، لكونهم يبحثون عن الخدمات المميزة والمعاملة الحسنة والأسعار المعقولة، فنحن لا نلوم المواطن إذا لم يجدها في بلده ولكننا نسير بتسارع في التطوير". وشدد على أن مقولة "السياحة تكون أو لا تكون" أصبحت ضرباً من الماضي، وتابع: من يقول بأن قطاع السياحة سيفتح ثقافة جديدة على البلاد أقول لهم الثقافة الجديدة دخلت البلاد من أوسع أبوابها. وأكد أن قطاع السياحة هو أعلى القطاعات توطيناً للوظائف في المملكة، إذ يشكل المواطنون ما نسبته 26% من مجموع العاملين فيه، مما يدل على أن هذا القطاع إذا ما نما وزادت الاستثمارات فيه وتم احتضانه بشكل كامل من الدولة فسيكون المجال الأفضل والأهم لتوفير فرص العمل للمواطنين. وأعلن الأمير سلطان بن سلمان عن إمكانيات إيجاد قطاع السياحة 46 ألف وظيفة سنوياً للمواطنين في المجالات السياحية من بينها 32 ألف فرصة وظيفة مباشرة في القطاع. ودعا الأمير سلطان المستثمرين في قطاع الوحدات المفروشة إلى البدء مع الهيئة في رحلة التطوير للقطاع الذي اعتراه الكثير من السلبيات في الماضي، وبدأت الهيئة بالتضامن مع المستثمرين في رحلة تطويره وتحسين خدماته، حيث سيشهد العام القادم انطلاق برامج التمويل لقطاع السياحة الوطني وتحفيز المستثمرين، وإنشاء شركة الاستثمار والتنمية السعودية الوطنية، وهي شركة متأمل أن تكون شركة كبرى تحوي منظومة من الشركات التي تساهم وتعمل مع القطاع الخاص لتطوير المسارات والخدمات السياحية. وفيما يتعلق ببرامج التمويل من الدولة للوحدات السكنية المفروشة أوضح الأمير سلطان أن الهيئة قد اتفقت مع أربع مؤسسات تمويلية وهي تمول الآن بحوالي عشرة ملايين ريال، لذلك نحن ننظر إلى إحداث نقلة كبيرة جداً في قطاع الوحدات السكنية المفروشة، بما يتناسب مع النقلات الكبيرة التي تشهدها المملكة وبما يتطلع إليه المواطنون. ووصف الأمير سلطان المواطن السعودي اليوم بأنه أصبح "سائح محترف"، قائلاً "عندما انطلقنا في الهيئة قبل أكثر من 11 سنة كان المواطن السعودي قلما يتعامل مع السياحة كصناعة اقتصادية وكقطاع خدمات منظم، وقلما يوجد مواطن سعودي أو أسرة سعودية لم تذهب إلى رحلة سياحية خارج بلادها في دول سياحية منظمة، لذلك نحن اليوم نعلنها حقيقة أن المواطن السعودي أصبح سائحاً محترفاً، وأن الهيئة اليوم أصبح يشارك في مجلس إدارتها 13 مؤسسة حكومية وسبعة أشخاص يمثلون القطاع الخاص، هي منذ بدايتها عملت ضمن قرارات مؤسسية في مجلس إدارتها على أساس الشراكة، فلذلك نحن في هيئة السياحة لم نصدر قراراً واحداً إلا والمستفيد من هذا القرار أو المتأثر منه كان له علاقة بالكامل بالعمل في وضع التنظيم، وعملنا معه عبر جسور ممتدة واستمررنا هذه الجسور". وأوضح أن قطاع السياحة يعتبر الأعلى في النمو سنوياً من بين كافة القطاعات؛ حيث جاوزت نسبة النمو ما يعادل 19% سنوياً، مؤكداً أن موضوع "استراحات الطرق" بأيدٍ أمينة؛ حيث إن الملف بيد ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأن قرارها سيرى النور قريباً، وسيساعد القرار في خلق فرص جديدة للاستثمار بهذا المجال، وسيفتح باباً كبيراً للسياحة في المملكة.