على باب أحد المجمعات التجارية شاب يقسم بالله أمام حارس الأمن أن والدته داخل السوق، وأنه خرج إلى السيارة لجلب بطاقة الصراف، وعلى باب آخر يتوسل أحدهم للدخول فقط لشراء "شيء بسيط" من أحد محلات السوق، .. شاب يمسك بيد سيدة كبيرة في السن، وآخر يحمل حقيبتها في محاولة منهما للدخول، وشاب يحضر معه "كيسا" عليه اسم المحل أو المجمع التجاري به بعض المحتويات، ويريد الدخول، ولكن هذه الخدع لا تمر عادة على الحراس المتأهبين دائماً لمنع العزاب من الدخول حسب التعليمات، وعندما يرفضون يلاقون الكثير من الشتم والسب. هكذا تكون الصورة أحياناً في المجمعات التجارية التي تقتصر على العائلات، ويستمر الشباب في ابتكار حيل لتخطي هذه العقبة، منها التعارف، وملاطفة حراس الأمن، واستغلال فتيات تنحصر مهمتهن بتوصيل الشاب إلى ردهات المجمع والخروج من باب آخر، مقابل مبلغ مادي، واستعطاف بعض الأمهات وكبيرات السن بعد ضغوط من الأبناء لإدخال أصدقائهم، ليكتمل "القروب" داخل المجمع، وترصد الكاميرات الخاصة للمجمعات الشباب المعاكسين، فتضطر إلى إخراجهم، وبعض الحراس تقودهم فراستهم لاكتشاف المخادعين. يقول الشاب طارق العوفي إنه يبذل أقصى جهده لكي يتمكن من دخول المجمع للقاء أصدقائه، من هذه الحيل محاولة الدخول مع إحدى العائلات، ولكنه في كل مرة كما يقول يصاب بالحسرة عندما يكتشف حارس الأمن الحيلة، فلا يجد أمامه سوى العودة للمنزل والنوم مبكراً، مشيراً إلى أنه لا يبحث عن المعاكسة أو إزعاج الآخرين، فقط يريد أن يلتقي مع الأصدقاء لقضاء سهرة ممتعة معهم. ويتفق "ياسر" و"سلطان" و"محمد" و"علي" الذين التقت بهم "الوطن" بأحد المجمعات التجارية على أنهم فقط يتابعون حركة المتسوقين، ويتناولون العشاء سويا، ولا يزعجون أحداً. ويرى الأصدقاء أن بعض الشباب يدخل المجمعات التجارية بهدف معاكسة الفتيات بإلقاء بعض الكلمات، مشيراً إلى أن المعاكسات تطورت، وأصبحت تتم عبر أجهزة الاتصالات، بعد تراجع الطرق البدائية ومن أشهرها توزيع رقم الجوال على الفتيات، وهو ما يعرف ب "الترقيم".. عبير قالت إنها تأسف لمنظر بعض الشباب المتسكعين بالمجمعات التجارية، وتنفر من طريقة لبسهم، وتسريحة شعورهم، مشيرة إلى أن هؤلاء الشباب يعتقدون أن الاستايل الغريب يجذب الفتاة، ولكن الواقع عكس ذلك تماماً. وأضافت "ذهبت ذات مرة مع والدتي إلى أحد المجمعات التجارية، وعند باب المركز طلب شابان منا الدخول برفقتنا، وظلا يتوسلان لنا، ولكنهما قوبلا بالرفض، لأن مساعدتهما على دخول المجمع المخصص للعائلات قد تلحق الضرر بآخرين. ويستغل بعض الشباب صداقتهم بحراس الأمن ليدخلوا إلى المراكز التجارية، هذا ما يحدث مع محمد (حارس أمن بأحد المجمعات التجارية) الذي يقول "أواجه إحراجاً كبيراً من قبل أصدقائي من شباب الحي، والذين ينتظرون الوقت الذي أكون فيه على البوابة، ويحضرون طالبين الدخول ، ولكني أرفض بشدة". واعترف محمد بأن الطرق التي يسلكها الشباب للدخول إلى المجمعات التجارية مبتكرة، وتتطور من حين لآخر، مؤكداً أن خبرة حارس الأمن تساعده على اكتشاف تلك الحيل، وتنفيذ التعليمات. إلى ذلك قالت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الدار عهود ريحان المولد إن وقوف الشباب عند بوابات المجمعات التجارية والتوسل إلى الأسر للدخول برفقتهم سلوك غير حضاري، وأرجعت ذلك إلى خلل اجتماعي، وحملت المدارس والأسر الدور الأكبر لغرس السلوكيات الحميدة.