لم تفلح محاولة الكثير من المجمعات التجارية والمتنزهات الترفيهية المخصصة للعوائل (فقط) من منع دخول الشباب العزاب، وذلك من خلال طرق مبتكرة كفيلة بخداع رجال الأمن عند البوابات بتوفير جواز مرور مؤقت يسمح لهم بدخول المجمع او المنتزه الترفيهي بدون اعتراضهم. ويقوم بعض الشباب بالمشي بجوار السيدات اللاتي تهم بالدخول وكأنهم من أفراد عائلتهم وهذا ما يكتشفه الكثير من رجال الأمن ليقفوا بالمرصاد لهم وهذا ما جعلهم يتجهون لخطط أخرى. وتمنع عادة بعض المجمعات التجارية دخول الشباب بحجة قيام بعضهم بمعاكسة الفتيات او تصرفات مزعجة تضايق العوائل ومرتادي المجمعات. ويذكر (أ، ناصر 21 سنة) انه لم يتعطل أبدا في دخول المجمعات التجارية المخصصة للعائلات فقط وذلك من خلال عدة طرق يبدأها عادة بالمشي بجوار أي سيدة او عائلة تهم بالدخول للمجمع. ويضيف «في حال عدم نجاح الفكرة الأولى اطلب من أي سيدة إدخالي معها وكأني فرد من عائلتهم وأوضح لها أني أريد التوجه لأحد المطاعم فقط ولن أقوم بأي إزعاج، وهذا ما يجعل السيدات خصوصا الكبيرات في السن يتعاطفن ويتعاون معي بإدخالي المجمع وانا ابتسم أمام رجال الأمن». الدخول ب «حسابه»! ونظرا لكون الكثير من المجمعات التجارية مخصصة للعائلات فقط، لجأت العديد من الفتيات والسيدات للاستفادة من هذه القرار من خلال امتهانهم إدخال الشباب للمجمع واستلام مبالغ نقدية تصل إلى 50 ريالا أيام الإجازات الأسبوعية. ويؤكد (أ، ناصر) بأنه يلجأ في بعض الأحيان للاستعانة ببعض الفتيات او السيدات المنتشرات بالقرب من المجمعات في حال عدم استطاعته الدخول موضحا بأن هؤلاء السيدات يقومون بعرض فكرة مساعدتهم للشباب المتوقف عند البوابات مقابل مبالغ نقدية تبدأ من 20 او 30 وتصل في بعض الأحيان 50 ريالا خصوصا أيام الإجازات والعطلات الأسبوعية. ويذكر احد رجال الأمن في مجمع تجاري بالدمام ان السيدات اللاتي يعملن على إدخال الشباب يتعذرن بحاجتهم الماسة للمبالغ النقدية التي يتقاضونها لتوفير قوت أفراد عائلتهم ولقضاء بعض الحوائج، مشيراً إلى أننا «نعاني كثيرا خلال تعاملنا مع مثل هذه السيدات او الفتيات حيث انهم يعودون بعد فتره بسيطة من تحذيرهم ليواصلوا ما يقومون به». تصرفات مرفوضة ويستنكر الشاب مالك حسن ما يقوم به بعض الشباب من تصرفات مسيئة من خلال معاكسة الفتيات او التجول في المجمعات دون قصد الشراء مما يسبب مضايقات لمرتادي المجمعات وأدت لمنع دخول الشباب بدون عائلات مما يعني تضرر الأغلبية بسبب أفعال الأقلية. ويستنكر محفوظ حسن تعميم الخطأ على جميع فئة الشباب بسبب أخطاء يقوم بها بعض الشباب غير المبالي، مطالباً في الوقت نفسه منع دخول البنات او السيدات بدون محرم أيضاً، وذلك لمنع بعض الفتيات من القيام ببعض التصرفات غير المقبولة!! يضطر الشاب ناصر العبد الواحد في كل مرة يريد الذهاب لأحد المجمعات التجارية المخصصة للعائلات ان يستعين بأخواته حتى يتسنى له الدخول، وهذا ما يجعله يتعرض لبعض الطلبات من أخواته كشراء بعض الملابس او تناول بعض الوجبات من المطاعم الموجودة في المجمع، رافضاً الدفع للفتيات اللاتي يمتهن إدخال الشباب للمجمعات مقابل مبالغ نقدية». تخصيص أوقات للشباب ويطالب علي حسن (21سنة) بتوفير أماكن مخصصة للشباب تحتوي على الترفيه الذي من شأنه ان يبعدهم عن المناطق التي تحتوي على العائلات او بتخصيص ايام مخصصة للشباب فقط وذلك حتى يتسنى لهم شراء ما يحتاجونه من ملابس وغيره دون الحاجة لتوسل النساء بالقرب من المجمعات لإدخالهم، ويضيف «اعتقد ان رفع الحظر عن الشباب سيؤدي بذلك للقضاء على طرق التحايل التي يقومون بها، كما ان العقوبات الصارمة من خلال التشهير في وسائل الإعلام كما يحدث في بعض الدول المجاورة من شأنه ان يحد من ظاهرة المعاكسات و المضايقات التي يقوم بها بعض الشباب». ويطالب بإعطاء الشباب مزيد من الثقة وعدم قمع تحركاتهم بسبب طيش وتصرفات خاطئة يقوم بها البعض مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة معاقبة من يقوم بأي تصرفات خاطئة دون معاقبة الجميع. ويتفق معه مؤيد احمد (30 سنة) والذي يتعرض لمنعه من الدخول رغم اقتناع رجل الأمن بأنه شاب لن يقوم بأي تصرفات طائشة معتذرا بتنفيذه القوانين من قبل إدارة المجمع. ويرفض مؤيد ان يستعين بمساعدة الفتيات اللاتي يطلبن مبالغ نقدية بحجة ان هذه الطريقة ستساعد على انتشار ظاهرة التسول عند النساء والتي من شأنها أيضا فتح أبواب أخرى كالتحرشات او العلاقات المسيئة. طلبات مرفوضة ترفض الكثير من النساء السماح باستغلالهم من قبل الشباب ككرت مرور لبوابات المجمعات ليقوموا بعد ذلك بتصرفات مزعجة داخل المجمع. وتذكر (زينب، س) أنها ترفض ان تقوم بالسماح للشباب بالدخول برفقتهم خصوصا وأن اغلب من يطلبون ذلك شباب مراهق يتضح طيشهم من هيئتهم وملابسهم وقصات شعرهم الغريبة. وتتحدث (هدى، ع) أنها ساعدت شابين كانا يقفان على بوابة احد المجمعات وطلبا منها السماح لهما بالدخول برفقتها، حيث اخبرها رجل الأمن بان دخولهم سيكون على مسؤوليتها، وبعد ذلك لاحظت ان الشابين يقومان بمعاكسة بعض الفتيات وهذا ما جعلها تتوجه لهم وتعاتبهم على ما يقومان به، مؤكدة أنها ندمت على تصرفها وأخذت تعهد على نفسها ألا تكون جواز مرور للشباب الطائش. وتقول حنان إبراهيم، طالبة بجامعة الملك سعود: للأسف فوجئت بوجود عمالة نسائية وافدة يستلمن أموالاً من بعض الشباب السعوديين لدخول الأماكن العائلية، وكأنه كان عملاً يومياً لهن، لذلك أجد أنه من الأفضل أن يسمح للشباب بالدخول بدلاً من هذا التحايل وجعل النساء جوازات المرور.