وصف عدد من منسوبي مدارس إدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة "بنين" أوضاع السلامة والحماية في المباني المدرسية بأنها "متردية"، مشيرين إلى أن تردي تلك الأوضاع ينذر بحدوث كارثة مثل التي شهدتها إحدى مدارس البنات بجدة أول من أمس وفي مكة قبل عدة سنوات. وأوضح مدير مدرسة مجمع الفضيل بن عياض الثانوي بمكةالمكرمة عبد الواحد المغربي في تصريح إلى "الوطن" أن تطبيق خطط الإخلاء بالمدارس تتم كيفما اتفق، ولكن الأدوات والأجهزة التي تستخدم كوسائل حماية من الحريق تكون بدون أي مراجعة أو إشراف من قبل الجهات المعنية ذات العلاقة، مبيناً أن عمليات تدريب المعلمين والطلاب على خطط الإخلاء بالمدارس تتم بطرق غير علمية، ولا تستند إلى أي أساس علمي في أدائها وتنفيذها. وعن توفر مخارج الطوارئ بالمدرسة، ووجود خرائط إرشادية لها, كشف المغربي عن أن مخارج الطوارئ متوفرة ولكنها لا تستخدم، مؤكداً عدم وجود خرائط إرشادية لها. وعن مدى توفر وسائل السلامة مثل طفايات وخراطيم الحريق وأجهزة الكشف المبكر وأجهزة الإنذار أكد أن الأجهزة المتوفرة كوسائل للحماية والسلامة هي طفايات الحريق فقط، وبالنسبة للتمديدات الكهربائية والعدادات وسلامتها وصيانتها أشارالمغربي إلى عدم وجود أي نوع من أنواع الصيانة، وعدم وجود أي مسؤول عنها، وعدم خضوعها لأي جدول زمني للصيانة. من جانبه، أكد عليان السلمي أحد منسوبي إدارة التربية والتعليم أن خطط الإخلاء الخاصة بالتجارب الفرضية للحالات الطارئة مثل الحرائق مثلاً لا تتم فعلياً، مستغرباً غياب دور الجهات المعنية ذات العلاقة عن تنفيذ التجارب الفرضية، مؤكداً على أهمية تدريب المعلمين والطلاب وكافة منسوبي المدارس على تنفيذ التجارب والخطط من أجل سلامتهم وحفظ أرواحهم في حال وقوع مكروه. وأضاف أن مخارج الطوارئ متوفرة في عدد من المدارس، وتوجد لها لوحات إرشادية دالة عليها، موضحاً أن وسائل السلامة وخاصة طفايات الحريق هي الوسيلة الوحيدة المتوفرة، وتخضع لمتابعة من إحدى الشركات المتعهدة. وأضاف أن الدفاع المدني يقوم بجولات في بعض الأحيان على تلك المنشآت التعليمية لمتابعة أوضاع أجهزة ووسائل السلامة بها. إلى ذلك، اتفق المعلمان محمد الثمالي وفهد الشهراني على عدم وجود أي تطبيق فعلي لخطط السلامة والإخلاء بمدارسهما رغم أهميتها وضرورتها الملحة من أجل سلامة منسوبي تلك المدارس. وأكدا أن مخارج الطوارئ موجودة، ولكن التصرف بها غير معروف، مشيرين إلى أن إدارات المدارس تواجه صعوبة في تجاوب المسؤولين عن أعمال صيانة وسائل وأجهزة الحماية والسلامة، كما أن بعض المدارس تعاني من عبث طلابها بتلك الوسائل والأجهزة. وفي ذات السياق، أكدت مديرة شعبة إدارة الأمن والسلامة بإدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة ناهية محارب العتيبي أن خطط إخلاء المدارس من الطالبات والمعلمات بدأت منذ أكثر من 9 أعوام، مشيرة إلى أن البرنامج شمل المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية ورياض الأطفال. وأضافت أن البرنامج في خطط الاخلاء ميز بين المراحل التعليمية المختلفة في تكرار تطبيق مرات الإخلاء؛ حيث إن المدارس في المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال يتم تطبيق خطط الإخلاء فيها عدة مرات في الفصل الدراسي الواحد ليتم تعويدهم على خطط الإخلاء، بينما يتم تنفيذها مرتين كل عام للمرحلتين الثانوية والمتوسطة. وأشارت إلى أن هناك فرق سلامة متخصصة من المعلمات داخل كل مدرسة يتم تدريبهن من خلال خطط تشغيلية للشعبة تتضمن محاضرات وورش عمل وتدريباً ميدانياً على كيفية تنفيذ خطط الإخلاء وإدارة الحدث وقت الأزمة، وكيفية التعامل مع لوحة التحكم من خلال التدريب من قبل رئيسة شعبة السلامة وحماية البيئة.