لا تزال جدة تعيش صدمة آثار حريق مدارس براعم جدة، الذي خلف قتيلتين و59 مصابة بين معلمة وطالبة، مما دفع "الوطن" إلى استكشاف مواطن الخطر في بعض المدارس التي تقل إمكاناتها كثيرا عن المدرسة المنكوبة والتنبيه إليه، خشية تكرار المأساة مرة أخرى. ورصدت "الوطن" من خلال جولة ميدانية لها افتقاد عدد من المدارس الحكومية المستأجرة في ثلاثة أحياء لوسائل السلامة الضرورية والعاجلة، لإنقاذ الطلاب والطالبات حال وقوع أي كارثة. ويتجاوز عمر بعض تلك المدارس الواقعة في أحياء الروابي وكيلو 10 والجامعة، ال 30 عاما، وتعاني من نقص حاد في وسائل السلامة مما يشكل خطرا كبيرا على أرواح الطلاب والطالبات. ومن الملاحظات عدم وجود سلالم طوارئ في بعض المدارس، فيما توجد الأخرى في أماكن ضيقة يصعب الوصول إليها، فضلا عن وجود سياج حديدي يجعلها كالأقفاص، ويعوق عمليات الإنقاذ وقت الأزمات. ومن المدارس التي زارتها "الوطن" المدرسة ال59 المتوسطة الواقعة في حي كيلو 10 الشعبي، والمدرسة ال49 الابتدائية بشارع بن لادن، حيث لوحظت صعوبة وصول أي آلية من الدفاع المدني إليهما، لوجودهما بين أزقة ضيقة ولا توجد بهما مخارج للطوارئ. فيما لوحظ عدم توافر وسائل السلامة في المداخل وكذلك عدم وجود سلالم للطوارئ، فضلا عن السعة الاستيعابية غير المناسبة لأعداد الطالبات في كل من المدرسة 114 الابتدائية والمدرسة ال60 الابتدائية والمدرسة ال72 المتوسطة الواقعة في حي كيلو 10. وشملت الجولة المدرسة ال75 المتوسطة والمدرسة الرابعة الابتدائية بحي الروابي، حيث لوحظ إقفال منافذ المدرستين والفناء الخارجي بسياج حديدي، إضافة إلى تركيب هناجر كغرف على أسطح المدرستين في تناقض واضح لبنود اشتراطات السلامة التي يطالب بها الدفاع المدني. كما تفتقر كل من مدرسة زمزم المتوسطة ومدرسة الكسائي الابتدائية وثانوية جرير بحي الروابي ومدرسة ابن سعد الابتدائية ومدرسة ابن هشام المتوسطة بحي كيلو 10 ومدرسة صفوان بن أمية الابتدائية ومدرسة عامر بن فهيرة الابتدائية وابن بطوطة المتوسطة بحي الجامعة لأبسط وسائل السلامة، إضافة إلى وقوع معظمها في أحياء عشوائية وأزقة يصعب على آليات الدفاع المدني الوصول لها، فضلا عن تهالك مبانيها. من جهتهم، طالب بعض أولياء أمور طلاب وطالبات بتلك المدارس ضرورة حماية أرواح أبنائهم، حيث أبدى المواطنون سعد الزهراني وخالد الفهمي وتركي الشيخي وسالم الصحفي استغرابهم من عدم توافر شهادة سلامة المنشأة من قبل الدفاع المدني، متسائلين عن كيفية تجديد رخص تلك المدارس، ومشددين على ضرورة إغلاقها.