كبار وصغار يتدربون على صناعة الخوصيات، وعلى الرغم من بساطة الحرفة ينهمك كل منهم في عمله بحب وتفان، وتخرج من بين أيديهم صناعات يدوية جميلة يقبل عليها الزوار، هذا ما يحدث يوميا في مركز النخلة للصناعات الحرفية بالأحساء الذي يعنى بالتدريب على الحرف اليدوية والحفاظ عليها من الاندثار. صاحب المركز المهندس عبدالله عبدالمحسن الشايب قال إن مركزة يعتبر نواة للمراكز التدريبية على الصناعات الحرفية الممكن إقامتها مستقبلاً فى عدة مواقع متعددة في مناطق المملكة, لافتاً إلى أنه أول مركز مهني يتم الترخيص له من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، في مجال الصناعات الحرفية، وذلك في منتصف عام 1424ه، في إطار مساهمة القطاع الخاص في مجال تدريب الحرفيين، ورفع كفاءتهم لتطوير المنتجات الحرفية، وزيادة عدد الحرفيين السعوديين من الذكور والإناث. ودعا إلى تدريب المواطنين على تحويل الخامات الأولية إلى منتجات ملائمة لاستخدامات الأفراد والمؤسسات في الحياة اليومية، وذلك من خلال إنشاء مراكز متخصصة للتدريب على الحرف والصناعات اليدوية في مختلف مناطق المملكة، خاصة مع وجود اهتمام عالمي متزايد بالصناعات الحرفية. وأوضح الشايب خلال محاضرته في جلسات الملتقى الأول للحرفيين الشباب، الذي نظمه مركز التنمية الاجتماعية في الأحساء، بقاعة هيئة الري والصرف بالأحساء، أن الصناعات الحرفية التقليدية، مهن متوارثة، وهناك أسر بالكامل تمتهنها، وتعتبر إحدى ركائز الاقتصاد التقليدي في الماضي. وأكد على أهمية التدريب في الحفاظ على هذه الحرف اليدوية، حيث يسهم في إتقان الحرفة، ويساعد على الارتقاء بمستوى المنتج، وتواصل نقل المهارات وتطويرها، لافتاً إلى أنه تقليدياً كان يتم التدريب على رأس العمل ، فينقل الحرفي خبرته إلي معاونيه بتوجيههم وتعليمهم، وعادة ما يكونون من الأقارب, مضيفا أن هذا النمط لم يعد موجوداً، لأن الآباء لا يشجعون أبناءهم على الانخراط في ذلك. وقال إن الواقع في المملكة يشير إلى عدم وجود تدريب نظامي أو أساسي لتأهيل الحرفيين ترعاه الدولة، عدا بعض الجهود التي تتم على نطاق ضيق، ولا ترقى إلي تنمية الموارد البشرية لتكوين قطاع منتج مؤثر في الدخل الوطني. وأوصى الشايب بزيادة التراخيص لإنشاء مراكز حرفية في مختلف مدن وقرى وهجر المملكة، ومنح تسهيلات لتشجيع العمل عليها، واختيار الصناعات الحرفية المميزة، وإتاحة الفرصة لها في المشاركة الداخلية والخارجية التي تنظمها أو تشارك فيها المملكة، للاستفادة من تجارب الدول الأخرى.