الوطن/ ألو... الأستاذ يوسف الكويليت؟ يوسف/ نعم. أنت تكتب افتتاحية الرياض؟ صحيح. أنت كاتب أم محلل؟ كاتب محلل سياسي. هل أصبح التحليل مصدر كسب؟ كل واحد حسب تخصصه، ليست المسألة كسبا. ما الفرق بين التعليق السياسي والتحليل السياسي؟ التعليق هو إعادة نشر الخبر بأسلوب آخر والتحليل يعطي مضمونا جديدا. أنت معلق أم محلل؟ أنا محلل سياسي؟ ما الذي تستدعيه حتى تكتب الافتتاحية؟ من أي ناحية؟ البعض لكي يكتب يستعين بالموسيقى أويذهب إلى المقاهي والأماكن المفتوحة. أنا أكتب بدون هذه الأشياء ربما لأنني غير رومانسي. ما الذي تحرص عليه بالافتتاحية؟ تختلف الأمور، حدث عربي يختلف عن عالمي، حدث اقتصادي يختلف عن حدث سياسي وهكذا. هل تكتب الافتتاحية بتوجيه من أحد؟ كيف بتوجيه من أحد؟ يعني من رئيس التحرير أو من جهات أخرى؟ عادة أكتب الافتتاحية دون توجيه لكن يحصل تنسيق بيني وبين القسم السياسي حول المستجد من الأحداث. كيف بدون توجيه من أحد؟ نعم لأنني أكتبها بموضوعية. الزواج الكاثوليكي بينك وبين "الرياض" هل سيمتد؟ أنت قلت زواج كاثوليكي وهذا صحيح، علاقتي ب"الرياض" علاقة قديمة ومتجذرة. هل تكتب الافتتاحية بالليل أم في النهار؟ غالبا ما أكتبها في الليل قبل الطبع. كيف تكتبها؟ إذا كنت مستعجلا أكتبها على الرصيف. على الرصيف؟ أحيانا أكون خارج الجريدة أكتبها وأرسلها كسبا للوقت. من أي مكان؟ نعم، أذكر مرة كنت في محل نجارة وفعلا كتبتها من هناك. كان هناك فاكس في المحل؟ نعم، كتبتها وأرسلتها للجريدة. كم تأخذ منك الكتابة؟ ثلث ساعة وأحيانا أكتبها مرتين. كيف تكتبها مرتين؟ إذا كان هناك حدث هام وقع بعد كتابة الافتتاحية أكتبها مرة ثانية. متى بدأت الكتابة؟ كبداية أم تقصد ب"الرياض"؟ أول ما كتبت أين وفي أي مكان وفي أي مرحلة دراسية مثلا؟ كتبت في جريدة القصيم وكنت بالمرحلة المتوسطة. هل تذكر شكل الكتابة التي كتبتها؟ مقال. هل تذكر عنوانه؟ الوقت يصنع الحياة وهو مقال طفولي. لمن كنت تنتمي في تلك المرحلة؟ في بداية الستينات والخمسينات؟ نعم. كانت هناك انتماءات متعددة كان هناك المد الاشتراكي والمد القومي لكنني لم أنتم إلى أي منها. أنت تحاول أن تتبرأ منها الآن؟ لا أتبرأ منها حتى لو لم أنتم لأي من تلك التيارات إلا أن ثقافة تلك المرحلة صقلتنا وأعطتنا وهجا ثقافيا إذا جاز التعبير. هل تذكر الحي الذي نشأت فيه؟ ولدت في لبدة بحائل. وفي لبدة كانت طفولتك؟ طفولتي في حي المشاهدة وهو سوق يسكنه الشيعة وحي المشاهدة شهد ولادة الشاعر العظيم الحبوبي. من الحبوبي؟ هو شاعر عراقي وأستاذ الشاعر الكبير الجواهري. وأنت طفل في سوق المشاهدة ما هي أبرز الأحداث التي تتذكرها؟ كان حي المشاهدة عبارة عن أسرة واحدة المرأة والرجل والشيخ والطفل نعيش كأسرة، الرجل يخاطب المرأة والمرأة تخاطب الرجل. هل تذكر جيرانك في حائل؟ العتيق والسديري والعمير والشبل والفايز (اللي) منهم وزير الخدمة المدنية الآن. هل حدث أن تشاجرت مع الوزير وأنتم أطفال في حي المشاهدة؟ لا لم يحدث لأنه كان مؤدبا وهو أكبر منا ولد بالمدينة ويأتي باستمرار لأعمامه وكان بيتهم مقابل بيتنا. عندما قدمت من حائل إلى الرياض أين سكنت؟ سكنت في حي الشميسي ثم انتقلت إلى حي الجرادية ثم العليا والآن في حي القدس. أول وظيفة بحياتك؟ في البريد، بقيت فترة طويلة إلا أنني تقاعدت مبكرا. في كتاباتك هل تؤيد فلسطين؟ نعم، لأنها قضية مركزية. بعض الكتاب العرب تراجعوا عن دعم القضية الفلسطينية؟ لا أعلم إن كان هناك كتاب تراجعوا. ما هو السبب من وجهة نظرك؟ لا أدري. كمحلل ما هي قراءتك للأحداث؟ أي أحداث؟ الراهنة على سبيل المثال ما يجري بين إيران وأمريكا؟ إسرائيل حاولت منع باكستان من امتلاك قنبلة نووية وهي الآن تسعى لأن تمنع إيران أو حتى تضربها. تضرب إيران؟! إذا تيسر لها هذا. ما الذي يمنعها؟ لو حدث تكون كارثة على الجميع. أمام هذه العقوبات هل ستذعن إيران للمجتمع الدولي؟ لا أعتقد أن إيران ستذعن لأن الموضوع بالنسبة لإيران أصبح كرامة وطنية. وهل تستطيع إيران تحمل أعباء هذه الكرامة الوطنية؟ إيران تدير معركتها الدبلوماسية والعسكرية بعقلية فذة. على ماذا تستند في تحليلك هذا؟ لأن إيران استطاعت أن تبطل مفعول أكثر من قرار وتفوت أكثر من قرار واستطاعت أن تقسم مجلس الأمن نفسه. دخول تركيا على الخط ما تحليلك له؟ تركيا الآن تلعب دورا غفلت عنه لسنوات طويلة. كيف؟ تركيا أكبر اقتصاد وأكبر ديموقراطية إسلامية وهذا خلق لها ثقلا تضغط به على أمريكا وعلى أوروبا. هل هدف تركيا هو إبعاد إيران عن الساحة؟ تركيا دولة إسلامية وهي تحاول فك الحصار عن غزة وأعتقد أنها نجحت في ذلك. هل تخشى على جريدة الرياض من الصحافة الإلكترونية؟ أنا لا أخاف من الصحافة الإلكترونية لسبب. ما هو؟ لأن نسبة الأمية الإلكترونية في العالم الثالث ما زالت عالية جدا. هل تأتيك خطابات بعد كتابة الافتتاحية؟ خطابات بأي معنى؟ مثلا خطاب عتب أو خطاب شكر. كثيرة تأتيني على الموقع وما أسعدني هو أنه قدم إلى مكتبي امرأتان ورجل يريدون تقديم رسائل ماجستير ودكتوراه عن افتتاحية جريدة الرياض. هل هذا حافز لك؟ هو حافز للجريدة. هل حدث أن اختلفت مع رئيس التحرير؟ في جريدة الرياض يدار العمل بالعقل لا بالعواطف ومهما اختلفنا يرجح منطق العقل على العواطف. أستاذ يوسف حوارنا انتهى شكرا لك. عفوا.