استهل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلسلة محاضرات مهرجان "الفنون الموسيقية لدول مجلس التعاون الخليجي" بمحاضرة عن (الإيقاعات الشعبية وارتباطها بالحضارة العربية في منطقة الخليج العربي، أدارها مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس محمد العسعوسي. وألقى المحاضرة رئيس قسم الغناء العربي في المعهد العالي للفنون الموسيقية الدكتور حمد الهباد الليلة الماضية متناولا الربط الأكاديمي بين الموسيقى الخليجية وتاريخها وسياقها الثقافي وأنه "لا يمكن معرفة موسيقانا بمعزل عن جذورها العربية والإسلامية". وأشار إلى اعتماد التدوين الموسيقي على حرفين هما (ت) رمز قوة الإيقاع و(ن) الذي يمثل المدة الزمنية شارحا أنه تتبع هذين الرمزين في عروض الشعر العربي، وكذلك في القرآن الكريم. ولفت إلى جهود الأقدمين والمحدثين في تدوين الموسيقى العربية والخليجية وعلى رأسهم الفارابي، وصولا إلى عازف الكمان أحمد علي الذي قدم في خمسينيات القرن الماضي دراسة رائدة ومقاربة لفن الصوت، وكذلك يوسف دوخي الذي أعد دراسة مقارنة بين كتاب الأغاني الشهير وفن الصوت. وأكد في محاضرته على تراسل الفنون وتبادلها عبر الثقافات والحضارات وأنها في حركة مستمرة تتجاوز النطاق الضيق للحدود والجغرافيا. وأضاف أن كثيرا من أسماء الإيقاعات مأخوذ من الإبل ومن البيئة الصحراوية في الجزيرة العربية.