استقطب رائد الموسيقى الحديثة في السودان الفاتح حسين عشرة آلاف مستمع خلال حفلته أخيراً في دار الأوبرا المصرية في الإسكندرية ضمن فعاليات مهرجان «قلعة قايتباي». فتمايل الجمهور السكندري ذو الغالبية الشبابية مع إيقاعات موسيقاه التراثية السودانية المعاصرة.ويعد الفاتح حسين من أبرز الوجوه الموسيقية السودانية التي ظهرت أخيراً على الساحة المحلية والعربية، إذ مثل السودان في الكثير من المهرجانات العربية والعالمية، وهو الموسيقي السوداني الوحيد الذي سجل حضوراً منتظماً في مختلف المهرجانات الدولية. وهو عازف غيتار ماهر وحاصل على شهادة دكتوراه في هذه الآلة الغربيّة من أكاديمية موسكو الموسيقية. ويعمل حالياً محاضراً في كلية الدراما والموسيقى في السودان. كما أسس فرقة «تريو» السودانية وفرقة «السمندل» والفرقة القومية للموسيقى السودانية، إضافة إلى أنه عضو في اللجنة الوطنية الموسيقية في منظمة «يونيسكو». وأوضح حسين ل «الحياة» أنه يشارك في مهرجانات مصرية عدّة منذ العام 2002، ويلفته التفاعل الكبير لدى الجماهير التي تحب الاستماع الى الموسيقى السودانية الأصيلة، فالسودان جزء لا يتجزأ من الشعب المصري خصوصاً والشعوب العربية عموماً التي يجمعها الكثير من العادات المتشابهة والتراث الثقافي. ويُلحن حسين أعماله بنفسه، لأن «من الصعب أن يلحن غير سوداني الموسيقى السودانية وخصوصاً ذات المنحى التراثي التي تحتاج الى دراسة معمّقة أيضاً، كونها تتميّز من حيت القوالب الموسيقية المختلفة»، كما يقول. ويضيف أنه «على رغم وجود محاولات عدة لملحنين من جنسيات مختلفة إلا أن تلك المحاولات لم تقدم ألحاناً أصيلة ولم يتقبلها المستمع السوداني الشديد التمسك بتراثه الثقافي». ويشرح: «لنا نوتة موسيقية خاصة، فالسلم الموسيقي السوداني هو السلم الخماسي وتعتمد الموسيقى السودانية على الإيقاعات المختلفة وميكانيكية اللحن، فالأفارقة تقوم موسيقاهم على الآلات الإيقاعية». ويتابع: «تأثر السودان على وجه الخصوص بالثقافة العربية وظهر هذا التأثير في الموسيقى التي تجمع بين الطابعين الأفريقي والعربي في الوقت نفسه، ما يجعلها متميّزة ومختلفة». وحول صدى الأغنية السودانية خارج البلاد، يؤكد الفاتح أن الغرض من المشاركة في المهرجانات المختلفة هو نشر الموسيقى السودانية التي سرعان ما تُعجب الجمهور الذي يتفاعل معها، «فعلى رغم أن الإيقاعات السودانية غير معروفة لدى الخليجيين والعرب إلا أن الأغنية السودانية غنية بألحانها وكلماتها الجميلة، وهي فقط في حاجة لتقديمها بتقنيات حديثة مواكبة للأشكال الموسيقية التي تقدم حالياً». وألمح الفاتح الى ضعف الإمكانات التي تقف حجر عثرة أمام مسيرة انتشار الأغنية والموسيقى السودانية، «فالمهرجانات الدولية تقدم الدعوات لأي فرقة وتكمن المشكلة في بعد المسافة وارتفاع أسعار تذاكر الطيران وعدم وجود جهات داعمة وطنية لمثل هذه الفعاليات». وعن الأعمال التي قدمها في حفلة الإسكندرية، يشرح: «ركزنا على الأشكال والقوالب الموسيقية المستمدة من روح التراث، في شكل معاصر من دون غناء». يذكر أن الفاتح يشارك في مهرجان قلعة صلاح الدين في 13 آب (أغسطس) الجاري.