ما زال مسجد "الرحمة" الواقع على كورنيش مدينة جدة، يشغل حيزا من "الطقوس" التي يمارسها بعض حجاج بيت الله الحرام تجاه المسجد، وما زال المسجد مثيرا للأسئلة بعد تدفق مجموعات الحجاج إليه رغم تغيير اسمه من مسجد فاطمة الزهراء إلى مسجد "الرحمة"، إلا أن حجاج دول شرق آسيا جعلوا منه مزارا معتقدين - عبثاً - بأنه يحوي قبر "فاطمة الزهراء". عدسة "الوطن" رصدت اكتظاظ عدد كبير من حجاج الجنسيات الشرق آسيوية وهم يمارسون بعضا من المعتقدات الخاطئة، وفي مشهد مثير يسارع الحجاج من الرجال والنساء بالجري والنزول إلى ساحة بهو المسجد وما تلبث هذه السرعة تهدأ إلا وترتفع الأصوات بالتهليل والتكبير والبكاء، وفي مشهد آخر فضل عدد من الرجال الاستحمام من مياه البحر القريبة من المسجد. من جهته، اتهم مدير عام الأوقاف والمساجد بمحافظة جدة فهيد البارقي بعض المستفيدين ماديا ومستغلي الحجاج من سائقي الحافلات بنقل أعداد من الرجال والنساء مقابل مبالغ مالية كبيرة لمكان المسجد، موضحا أن المسجد كان سابقا يسمى مسجد فاطمة الزهراء وكان رجل الأعمال صالح كامل بناه باسم والدته. وقال البارقي إن وزارة الحج وجهت في وقت سابق عددا من الإنذارات للمطوفين بعدم استغلال أماكن غير إسلامية للزيارة أو استغلال الحجاج في أشياء تخالف الشرع، وتعاونت جميع مؤسسات الطوافة في تنفيذ التوجيهات، وقال البارقي "نظرا للتوافد الكبير الذي لوحظ في السنوات الماضية بتسيير رحلات لمكان مسجد والده الشيخ صالح كامل "فاطمة" واعتقاد الحجاج بأنه مسجد فاطمة الزهراء رضي الله عنها، شكلت الوزارة لجنة بإشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة لتغيير اسم المسجد وتم إطلاق اسم جديد له وهو مسجد الرحمة وحرصنا على إلغاء اللبس الحاصل"، مؤكدا على أن الدولة حريصة على بقاء سلامة المعتقد وإلغاء أي فكر حديث يخالف الشريعة. من جهته، قال رئيس مؤسسة جنوب شرق آسيا المطوف زهير سدايو إنه غير مسموح للمطوفين القيام بمثل هذه الزيارات، وهناك توجيهات صدرت لجميع أصحاب المهن من المطوفين بتثقيف الحجاج وتوعيتهم حول الأسواق التي يريدون زيارتها، مشيرا إلى أن عددا من الحجاج يلجأون لبعض أصحاب الباصات ويدفعون مقابلا لذلك، مؤكدا أن نسبة قليلة من حجاج شرق آسيا يحملون أفكارا متوارثة من بلدهم ويستمرون في تنفيذها رغم التحذيرات التي يواجهونها من مطوفي المملكة.