دعت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع إلى عدم توقيع أمر تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي للسلطات الليبية، وذلك بسبب خشيتها من "إعدامه وحرمانه من محاكمة عادلة". وكان القضاء التونسي حكم الاثنين الماضي بالسماح بتسليم المحمودي ويحتاج الحكم لتصديق رئيس الدولة التونسية ليصبح نافذا. وقالت الرابطة في بيان إنها "تهيب برئيس الجمهورية ألا يمضي أمرا في تسليم المحمودي وتناشد مكونات المجتمع كافة المدني والسياسي والمناضلين بالتحرك الفوري لتفادي عملية التسليم لأنه يخشى إعدامه وحرمانه في الظروف الراهنة التي تعيشها ليبيا من محاكمة عادلة تتوفر فيها جميع الضمانات المتعلقة بحقوق الدفاع". وأبدت الرابطة قلقها "لعدم استجابة دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة لمطلب الدفاع الرامي إلى تأخير النظر في مطلب تسليم المحمودي وإصدارها قرارا فوريا بالتسليم". وأضافت في بيانها "إذ تعبر الرابطة عن استيائها لهضم حقوق الدفاع فإنها تسجل استغرابها لصدور مثل هذا القرار وتؤكد أنه مخالف للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية وللاتفاقية المبرمة بين تونس وليبيا وكذلك الفصل 313 من مجلة الإجراءات الجزائية الذي يمنع التسليم إذا كان المراد تسليمه سياسيا أو لغايات أو لأهداف سياسية". وفي المقابل أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أن المحمودي سيحاكم "محاكمة عادلة" إذا تم تسليمه إلى ليبيا. وقال "سنؤمن له مكانا آمنا أولا وبعد ذلك سنضمن له محاكمة عادلة على الرغم من الأعمال التي قام بها ضد الشعب الليبي". على صعيد آخر أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في كلمة عن "الربيع العربي" بمجلس العموم أول من أمس أن بلاده تدعم محاولات السلطات الليبية الجديدة لتحديد مواقع الأسلحة المضادة للطائرات المفقودة وإزالة الألغام في مصراتة وتقديم النصيحة بشأن تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية. وقال إن لندن تشجع طرابلس في جهودها الرامية إلى إعادة دمج مقاتلين سابقين في قوات الأمن الليبية وتوفير فرص عمل. وأكد على أهمية تقديم سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل، وعبد الله السنوسي مسؤول المخابرات السابق المطلوبين من جانب المحكمة الجنائية الدولية إلى العدالة. ودعا هيج الدول المجاورة لليبيا إلى اعتقال وتسليم أي متهم من أفراد النظام الليبي السابق على أراضيها. وذكر أن لندن عازمة على معالجة قضايا تعود إلى عهد القذافي بما في ذلك مقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر وتفجير لوكيربي ودعم الجيش الجمهوري الأيرلندي.