تمكن باحثون سويسريون من دفع جزيء كيميائي إلى الحركة التلقائية وذلك اعتمادا على تقنية (نانو) ليكون بذلك أصغر جزيء في العالم يمكن التحكم في تشكيله أثناء تصنيعه ليتحرك ذاتيا. وقال رئيس فريق الباحثين بروفسور كارل هاينتس ارنست إن هذا الاكتشاف يفتح بابا جديدا في كيفية تحويل الطاقات الكيميائية والحرارية والكهربائية التي يحملها كل جزيء كيميائي إلى طاقة تدفعه إلى الحركة بينما لا تتجاوز أبعاده (4 في 2 نانو). وتابع ما إن يوضع هذا الجزيء في بيئة ما حتى يبدأ بدراسة الأوضاع حوله ثم ينتج طاقة حركته ذاتيا منطلقا نحو الأمام، مشيرا إلى وجود تجارب حالية لمحاولة التأثير على توجهاته بمؤثرات خارجية وهو ما يسمح بتطبيقات مختلفة لهذا الجزيء. وأشار أرنست إلى أن فكرة هذا التصميم "تستند في الأساس إلى حركة البروتينات بين الخلايا التي تتخذ آليات المحرك إلا أن التقنية الجديدة لم تتمكن من محاكاة تلك الحركة بالكامل حتى الآن إذ يتحرك الجزيء الذي يعمل كالسيارة في اتجاه واحد فقط إلى الأمام. وأوضح أرنست أن الهدف من هذا الابتكار هو فتح آفاق جديدة في مجال تطبيقات تقنية (نانو) في كيمياء الجزيئيات إذ يمكن في خطوة لاحقة أن يتحول مثل هذا الجزيء إلى ناقل لمواد كيميائية معينة بين الخلايا أو استخدام التقنية ذاتها في تصميم جزيئيات متحركة لأهداف محددة. والتطبيقات التي يمكن فيها استخدام هذا الجزيء متعددة مثل الطرق التحليلية والتشخيصية شرط الحفاظ على تماثل ترتيب الذرات داخل الجزيء إذ يؤدي أي خلل في هذا التوازن إلى فقدان وظيفته".