يواصل "فريق أبوظبي للمحيطات - أول فريق عربي يشارك في "سباق فولفو للمحيطات" - جهوده لمواصلة المنافسة في السباق الذي انطلق السبت الماضي من مدينة أليكانتي الإسبانية في رحلة مسافتها 39 ألف ميل بحري بعد أن انكسرت سارية اليخت "عزّام". وكان الفريق، واجه قبالة الساحل الإسباني أمواجاً عاتية بلغ ارتفاعها 15 قدماً ورياحاً قوية بسرعة 30 عقدة بحرية أدت إلى انكسار الساري، وعلى الفور اتصل الفريق بالمسؤولين عن مراقبة "سباق فولفو للمحيطات" لإبلاغهم بأن سارية اليخت تعرضت للكسر، مؤكداً عدم إصابة أي من أعضاء الفريق بأذى؛ حيث أعيد اليخت إلى مدينة أليكانتي لإصلاحه. وقال إيان ووكر ربان "فريق أبوظبي للمحيطات" و الحائز على ميداليتين أولمبيتين لوكالة الأنباء الإماراتية إن العمل جار لتنفيذ خطة إصلاح شاملة لضمان عودة "فريق أبوظبي للمحيطات" المدعوم من "هيئة أبوظبي للسياحة" إلى السباق في أسرع وقت ممكن. وقال: "لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عمّا نمرُّ به حالياً، ولكن أستطيع القول إننا نعمل من كل قلبنا على هذا المشروع بشكل يومي منذ 18 شهراً، ونحن عازمون على المضي قدماً وعدم تخييب الآمال المعقودة علينا فالسباق لم ينته بعد، بل أعتقد أن هذا النوع من المصاعب سيكون من شأنه تقوية عزيمة الفريق. ووصف الإماراتي عادل خالد أول مواطن خليجي يشارك في "سباق فولفو للمحيطات" ليلة تحطم سارية اليخت "عزام"بأنها "واحدة من أكثر الليالي مغامرة في حياته". وتابع نفذ البحار الأسترالي ويد مورجان مجازفة بتقطيع الحبال التي تشكل عائقاً وسحب الأشرعة إلى متن المركب لتمكين الفريق من العودة إلى الشاطئ وبدء أعمال الترميم والإصلاح . وقال عادل خالد البالغ من العمر 23 عاما "لقد كان حادثاً مروعاً بالفعل إذ وقع في المحيط وسط الأمواج والظلام الحالك وشكل امتحاناً صعباً لقوة الإرادة وثبات العزيمة، لكننا نجحنا جميعاً في اجتيازه بأعصاب هادئة ومهنية عالية، وقد انحبست أنفاسي لهول ذلك الموقف ولله الحمد أنني خرجت وجميع أفراد الطاقم سالمين". وأضاف " لقد تصرف الجميع بثبات وعزيمة خاصة البحار مورجان الذي قفز في وسط المحيط بشجاعة لا مثيل لها لتقطيع حبال الشراع حيث كشفت تلك الظروف روح الفريق الواحد لتخطي التحديات وأثبت كل واحد منا أنه خلق ليكون واحداً من هذا الفريق". وينفذ " فريق أبوظبي للمحيطات" حالياً خطة إصلاح كاملة ويتطلع إلى معاودة الالتحاق بالسباق في أسرع وقت ممكن حيث تم نقل سارية احتياطية كانت محفوظة في فالنسيا إلى أليكانتي ليتم تركيبها على "عزّام"، فيما يجري الفريق البري تقييماً شاملاً لأعمال الصيانة المطلوبة. ومن ناحية أخرى واجه الفريق الصيني "تيم سانيا" صعوبات جمة في اليوم الأول، الأمر الذي أجبره أيضاً على تعليق السباق بعدما لحقت أضرار بقاربه على مسافة 30 ميلاً تقريباً جنوب شرق موتريل وسط رياح عاتية بلغت سرعتها 43 عقدة بحرية وأمواج وصل ارتفاعها إلى 35 قدماً. وكان الفريق "كامبر" قد تقدم اليخوت الأربعة المستمرة في السباق يليه "جروباما"، و"بوما لسباق المحيطات" على متن يخته المزود بمحرك "بيرج"، و"تليفونيكا" يفصل الواحد عن الآخر نحو 20 ميلاً بحريا. يذكر أن الفرق المشاركة في "سباق فولفو للمحيطات" الذي يعد أطول سباق يخوت للمحترفين في العالم قد أبحرت على متن أسرع يخوت سباق أحادية البدن عرفها الإنسان حتى الآن من نقطة البداية في أليكانتي بإسبانيا لتنهي السباق في جالواي بايرلندا الصيف المقبل. وسيتزامن وصول المتسابقين إلى أبوظبي مع رأس السنة الجديدة في أول توقف له على الإطلاق في المنطقة العربية.