على جسور منى اصطف آلاف الحجاج في انتظار دورهم، ليستقلوا عربات صغيرة مخصصة لنقل العجزة وكبار السن، من محطة قطار المشاعر إلى الجمرات. فتلك العربات البنية اللون التي تعمل بالكهرباء، لم يرها غالبية الحجاج عن قرب من قبل، لأنها في الأصل مصنوعة ليتنقل بها لاعبو الجولف (الأثرياء) في مضاربهم، فأطلقوا عليها اسم "توك توك" الذي يطلق على دراجة نارية تلحق بها عربة ركاب صغيرة ويكثر استخدامها في الدول المكتظة كالهند وبنجلاديش ومصر. لكن وزارة الشؤون البلدية والقروية وضعت في خدمة الحجاج مئة عربة تتسع الواحدة منها لعشرة ركاب، تذرع المكان جيئة وذهاباً محملة بحجاج لم يفرّق السائقون بين الأثرياء والفقراء المعدمين. فالجميع تساووا على مقاعدها الجلدية في رحلة واحدة وزمن واحد، وبجودة الخدمات الفندقية ذاتها. وإغراء ال "توك توك" دفع بعض الشباب إلى الإصرار على ركوبه خلافاً لتوجيهات مسؤولي المحطة بأنه مخصص للعجزة وكبار السن والمرضى وأصحاب الحاجات الخاصة، علماً أنه يسير ببطء، حماية للحجاج الراجلين، وتستغرق رحلته بين المحطة وبداية جسر الجمرات 10 دقائق.