عبر عدد من سيدات المجتمع عن حزنهن لفقدان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. وسابقت عبراتهن كلماتهن وهن يصفن مواقفه، خصوصا في مجال أعمال الخير أثناء حديثهن إلى "الوطن"، حيث وصفن فقيد البلاد والأمة بأنه مدرسة ومؤسسة خير في أعماله الإنسانية وعطائه، وسألن الله له المغفرة. وعبّرت الأمينة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية الأميرة موضي بنت خالد عن بالغ أساها وحزنها على فقيد الإنسانية جمعاء، والأمتين العربية والإسلامية على وجه الخصوص، ونعت الفقيد حيث رأت أن رحيله سيطوي صفحات ناصعة من العمل الخيري والاغاثي والإنساني، فكان عطاؤه من قلب صادق وابتسامة قريبة من الناس. وأبدت الأميرة موضي إعجابها الشديد بمفهوم العمل الخيري عند المغفور له بإذن الله، إذ تقول: شهدت أراضي المملكة أفعاله الخيّرة التي تلامس احتياجات الوطن والمواطنين، وساهم رحمه الله بإرسال آلاف المرضى والمصابين للعلاج خارج المملكة، إضافةً إلى أفعاله الخفية المتمثلة في التفريج عن المكروبين وإعتاق الرقاب وغيرها الكثير، وكان سباقا بإطلاق المشاريع التنموية العالمية كجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه. من جهتها، أكدت الدكتورة الجازي الشبيكي أن المصاب جلل ولا يمكن التعبير عنه بكلمات مهما كانت بليغة لوصف مشاعر الحزن لفقدانه وهو ليس مدرسة خير أو مؤسسة خير فقط هو حياة خير ويصعب وصف إنسانيته وعطائها وخدماته وتفاعله مع الناس والعطاء للوطن كان يعيش للآخرين. وأضافت "لن أنسى موقفه رحمه الله مع المرأة الأفريقية أثناء المجاعة حينما شاهد فتاة تلتقط الطعام من النمل ولم يحتمل هذا الموقف وأمر ببناء قرية كاملة ودعمها بالغذاء"، وفي أحد المواقف قبل سنوات وفي فترة لم يكن هناك ابتعاث خارجي للطلاب السعوديين كان بعضهم يدرسون على حسابهم الخاص كان عدد من الطلاب السعوديين يدرسون على حساب الأمير سلطان الخاص. وكشفت المديرة العامة لمكتب الإشراف النسائي الاجتماعي بمنطقة الرياض لطيفة أبو نيان عن موقفه الكبير تجاه أبناء الوزارة الأيتام، وقالت: نعزي خادم الحرمين الشريفين في عضيده وهو فقيد للأمة وليس للوطن فقط، وكانت له أياد بيضاء في رعاية المعاقين ودعمهم والأيتام وأبناء وزارة الشؤون الاجتماعية فما لا يعلمه عنه الناس أنه كان في كل عيد فطر وعيد الأضحى يفرح أبناء الوزارة من الأيتام على مستوى المملكة بعيدية تنزل في حساباتهم، ويحرص على أن تكون تحت تصرفهم، فالصغار يأخذونها ويذهبون مع الأخصائيات المسؤولات عنهم ليشتروا بها ما يريدون، والكبار تكون تحت تصرفهم ويصرفونها بحسب رغبتهم، ومنذ سنتين قررت فتيات الوزارة اليتيمات والأولاد دون الثانية عشرة في يوم اليتيم العالمي تخصيصه للأمير سلطان وأسموه "سلطان في قلوبنا"، ورعته حرم الأمير سلطان الأميرة منيرة بحضور الأميرة البندري وأعلنت فيه تبرعا سخيا منه. وأضافت لطيفة أبو نيان أن الأمير سلطان رحمه الله دعم مشروع إسكان لأبناء الوزارة اليتامى المتزوجين وشراء مساكن ل30 أسرة منهم، بينما كفل العديد من الأيتام. أما عضو جمعية النهضة النسائية الخيرية فوزية الراشد فقالت: عندما وصل الخبر المحزن ألغت الجمعية جميع نشاطاتها هذا الأسبوع حزنا على فقدانه، مشيرة إلى أن آخر دعم له كان وقف الأم التنموي ودعم مدارس النهضة لمتلازمة داون. وقالت الفنانة التشكيلية هدى العمر: زرت مدينة الأمير سلطان للعلوم الإنسانية ومؤسسته الخيرية كفنانة تشكيلية، وقوبلت بكل ترحيب وتقدير بتوجيه من سموه ومن ابنه الأمير فيصل كإحدى بنات هذا الوطن، فكان الكرم والعطاء والطيبة والتواضع.