مزادات مختلفة تباع فيها بضائع يطلق عليها "أنتيك"، يتداول فيها تجار تلك المهنة أدوات قديمة يندرج بعضها تحت مسمى "أثري"، دون أن تكون هناك آلية لتنظيم هذه التجارة والبحث عن الإرث التاريخي الذي قد يباع في الأسواق بثمن بخس. بضائع يعود تاريخ بعضها لمئات السنين، وأشياء نادرة جمعت من عدة أماكن مختلفة بالمملكة، لتصل إلى بضع حراجات منتشرة في مدينة جدة، ويتوافد إليها هواة جمع القديم والنادر من كل مكان. تجارة هي أم هواية؟ يقول تاجر الأنتيك هاني نوح "إن عمر عمل البعض فيها قد يصل إلى 40 عاماً، مشيراً إلى أن غياب المتحف العالمي في جدة أسوة ببقية دول الخليج العربي حرمها من إرث تاريخي يجعل من متحفها قبلة لزائريه، وأن حراجات تقام بين الفينة والأخرى في يوم الجمعة، ويقع أشهرها في سوق جدة الدولي لبيع ما يسمى بالأنتيك، وهي بضائع قديمة ونادرة تجمع من عدة أماكن وتعرض للبيع في مزادات". ويضيف نوح "هناك معروضات يصل عمرها لمئات السنين وتحصل على شهادات من متاحف معترف بها في المملكة، وتعرض للبيع بأسعار مغرية تتيح لهواة جمع الأشياء القديمة والنادرة الحصول عليها، مما يؤدي إلى صعوبة جمعها في حال أراد البعض عرضها في متحف واحد". ويشير إلى أن هواية جمع الأنتيك تحولت إلى تجارة، بدأت معه منذ 20 عاما لزيادة دخله المادي وإعجابه بهذه القطع القديمة، وأنه جمع عدداً كبيراً من تلك القطع بأسعار معقولة، وقد يبيع البعض منها متى ما حصل على مكسب مجز أثناء عرضها في المزادات. وأوضح أن هناك تجاراً تحوي معارضهم الخاصة التي تقام غالبا في منازلهم أو متاحف صغيرة مستقلة، على عينات مذهلة من تلك المعروضات التي يستحق بعضها أن يسجل في قائمة الآثار السعودية. ويحوي المعرض الصغير الذي أقامه نوح في منزله على عدة آثار تاريخية يعود بعضها لمئات السنين، مثل قفل القلعة الذي يشير إلى أنه قد يعد من أكبر الأقفال في العالم، ويفتح بطريقة هندسية عجيبة عبر 5 مفاتيح، ويعود تاريخه إلى أكثر من 300 سنة تقريباً، وكذلك أحجار كريمة تحوي رموزاً عجيبة لم يتدخل الإنسان في صنعها أو رسمها، مشيراً إلى أن أحد تلك الأحجار يحمل صورة لخادم الحرمين الشريفين تتضح فيها صورة الملك بشكل جلي، وأخرى تحوي صورة للكعبة أو لفظ الجلالة، وهناك حجر يحوي صورة امرأة منقبة.