أثار مشروع جماعة من الشباب المسلمين الذين ينتمون للتيار السلفي بإقامة منطقة تحكمها الشريعة الإسلامية في العاصمة كوبنهاجن على غرار ما فعلته "أنصار الدعوة السلفية" في لندن كثيرا من الجدل والانتقادات الحادة. وانتشر الشباب الإسلامي الذي يعرف تنظيمه باسم "دعوة إلى الإسلام" في شوارع المنطقة يوزعون المنشورات لكل المارة من جميع الأطياف. وكانت الجماعة قد بدأت حملتها في ضاحية "تنبيا" قرب العاصمة آملين الانتقال مستقبلا إلى قلبها حيث غالبية الجالية الإسلامية مقيمة في "نوربرو"، ومن ثم بعدها إلى أنحاء الدنمرك كلها. وحسب تصريحات ناطق الجماعة قال إن هدف الجماعة هو تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق التي يسيطرون عليها وهي معاقبة شاربي الخمر والقبض عليهم ومروجي المخدرات ولعب القمار ومراقبة الملاهي الليلية التي يزورها شباب من المسلمين وسوف يراقبون المنطقة خلال 24 ساعة يوميا لضبط أي شيء يخالف الشريعة الإسلامية. وعلى ضوء ذلك انتقدت معظم التنظيمات الإسلامية قرار الجماعة وأهدافها وعزت الجمعيات الإسلامية رغبة هؤلاء الشباب المتحمس لتطبيق الشريعة الإسلامية إلى انحرافات داخل المجتمع الإسلامي في الدنمرك رغم أن عدد الجماعة لم يتعد المائة في الوقت الحالي. بينما عبرت أصوات دنمركية عن استيائها الشديد من الفكرة. وقالت مسؤولة الاندماج في العاصمة كوبنهاجن "آنه مي اليسليف" إنها تشعر بالاستياء البالغ من تصرفات هؤلاء الصبية المسلمين وطالبت بردعهم ووقف مشروعهم وإخضاعهم للقانون الدنمركي الذي يحمي حرية العقائد. كما أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والاندماج عن رغبة حكومتها في محاربة التطرف الذي ظهر في الدول الاسكندنافية بعيدا عن أصحاب هذا الفكر وخلفيتهم، مؤكدة على أن التطرف وخطره لا يأتي من جماعة معينة وأنه ليس منحصراً في الإسلام. وانتقدت الوزيرة الحكومة السابقة في تركيزها على الإسلام في محاربة التطرف، معتبرة أن التطرف والإرهاب لا يأتي من الإسلام حصريا، مشيرة إلى أن الحكومة السابقة أهملت الجماعات اليسارية واليمينية غير المسلمة، مذكرة بما حدث في النرويج في 22 يوليو الماضي على يد المتطرف المسيحي اليميني أندرس بيرينج بريفيك، الذي ارتبك مجزرة راح ضحيتها 69 شخصاً، معظمهم من المراهقين.