كشف مسؤول حكومي أميركي رفيع المستوى ل"الوطن" عن تفاصيل تحرك الولاياتالمتحدة الأميركية لحشد تأييد دولي لفرض عقوبات اقتصادية على إيران وعزل الحرس الثوري الإيراني وجيش القدس، بعد انكشاف مخطط اغتيال سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير. وأوضح المسؤول أن "العقوبات ضد إيران أمر جدي للغاية، ولو لم يكن هناك عمل استثنائي استخباراتي لكان من الممكن أن تذهب أرواح بسبب هذه المؤامرة، والولاياتالمتحدة بدأت فعلياً في اتخاذ إجراءات ضد إيران, كحظر خدمات السفر الشخصية وتحويل الأموال". وجمدت وزارة الخزانة الأميركية منذ الثلاثاء أرصدة غلام شكوري ومنصور اربابسيار في الولاياتالمتحدة إضافة إلى أرصدة ثلاثة آخرين هم قاسم سليماني وحامد عبدالله وعبد الرضا شهلائي. وقيل إنهم ضباط يتولون مناصب قيادية في فيلق القدس ومتورطون في المؤامرة. وأضاف "لسنا الوحيدين في هذا الإجراء وهناك دعوة لجميع الشركاء الدوليين في فرض هذا الحظر وسيكون هناك إجراءات جدية تجاه تصرفات إيران، وهناك دول رحبت بفرض العقوبات بسبب نشاطات إيران والسلوكيات المقلقة وعلى سبيل المثال سلوكياتها في البرنامج النووي". وقال المسؤول "إن التآمر على اغتيال السفير السعودي على أراضي أميركا يعتبر جريمة ومخالفة لجميع القوانين الدولية المتعلقة بحماية السفارات وهي تصنف ضمن الجرائم التي تستهدف شخصيات تتمتع بحماية دولية، وإيران طرف في هذه الاتفاقية وقامت بخرقها". وكشف عن "بدء تحركات أميركية دبلوماسية بدأت في عدد من العواصم وحتى الأممالمتحدة في نيويورك لشرح خطورة ما قامت به إيران". وأردف قائلاً "تحركاتنا هي لاستباق أي تحرك من الجانب الإيراني لمحاولة التخلص من مسؤوليتها تجاه هذه العملية، وسنسعى لكسب عدد من الحلفاء في تأييد جميع العقوبات ضد طهران وتصعيد قضيتها". وأكد المسؤول الرفيع أن التحرك الدولي يهدف إلى عزل إيران والضغط على حكومة طهران وخصوصاً الحرس الثوري الإيراني وجيش القدس. هذا، وبعد أن طلب أعضاء في الكونجرس الاطلاع على الحقائق الكاملة للاتهام الذي وجهته الولاياتالمتحدةلإيران، قام مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي والمخابرات المركزية بعقد لقاء مغلق مع عدد مختار من أعضاء مجلس الشيوخ حيث تم سرد تفصيلات إضافية لم تنشر عما حدث لاسيما عما قيل من تورط مستويات أعلى في الحرس الثوري في قصة المؤامرة. ولم ترشح أي تفصيلات عما دار في الاجتماع، بيد أن رئيسة لجنة الاستخبارات في المجلس داين فينشتاين قالت باختصار بعد اللقاء "يمكن استنتاج أمر واحد مهم من كل ما قيل. ذلك أننا قد نكون أمام أكثر من مؤامرة أي إن من المحتمل أن يكون هناك مسلسل من المؤامرات المشابهة التي لا نعرف عنها شيئا حتى الآن. من الصعب أن أصدق أن هناك مؤامرة واحدة في الولاياتالمتحدة. وفي تقديري أننا نحتاج إلى أن نستكشف أكثر، احتمال أن تكون هناك مؤامرات مشابهة في بلدان أخرى". وتابعت "لا أعتقد بعد كل ما سمعناه أن ما حدث كان حادثا فرديا معزولا. لدي احتمال قوي بأن تكون مستويات أعلى في القيادة الإيرانية قد عرفت بما يدور. ليس هناك دليل قاطع على ذلك بعد ولكن من الصعب تصور صرف المال وإعطاء تعليمات بقتل السفير دون معرفة القيادة في طهران. الحرس الثوري وفيلق القدس لا يملكان التصرف على هذا النحو المنفرد خصوصا في أمر سيمس البلاد كلها من الناحية السياسية". إلى ذلك، دعا نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز نحو 100 ديبلوماسي من السفارات الأجنبية في واشنطن لإطلاعهم على مزيد من التفصيلات حول المؤامرة كما واصلت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس الاجتماع بمندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإطلاعهم على تلك التفصيلات يرافقها مسؤولون في أجهزة الأمن الأميركية. وليس من الواضح بعد المآل النهائي الذي ستصل إليه تلك التصعيدات المتواصلة في التوتر بين واشنطنوطهران. وبالنظر إلى حجم التعبئة الدولية المكثفة التي تقوم بها واشنطن الآن فإن من المتوقع أن تقترح واشنطن فرض عقوبات بالغة التشدد ضد إيران عبر قرار جديد من مجلس الأمن.