ربما دفع النجاح الذي حققته الثورة الفرنسية الشعبية (1789 - 1799) التي قادها الفلاسفة والمفكرون، المحتجين السوريين لمحاكاة تجربتهم الثورية باختيارهم الفيلسوف والمفكر برهان غليون ليقود أكبر عملية تغيير للسوريين؛ بعد انتخابه رئيساً للمجلس الوطني الانتقالي السوري في 2 أكتوبر 2011. وربما يحاولون من ذلك الاختيار تكرار ثورتهم الأولى عام 1925 ، أو الثورة السورية الكبرى التي انطلقت ضد الاستعمار الفرنسي بقيادة ثوار جبل العرب جنوب سورية، تحت قيادة سلطان باشا الأطرش، لكن مع اختلاف في الأسلوب. غليون الذي عشق "فرنسا الثورة" بأدبياتها وملامحها التي قضت على الامتيازات الإقطاعية والنفوذ الديني الكاثوليكي، يمزج الفلسفة بالسياسة وهموم الحرية للسوريين، وهو ما سيعطي هذا المجلس قوة في "الأداء الفكري السياسي". وبدأ غليون معركته مع النظام السوري مبكراً حتى أعطي لقب "أشد المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد "، عبر خاصية الكتاب الثقافي ومؤلفاته الفكرية التي انتقدت نظام دمشق، مثل "الاختيار الديمقراطي في سورية"، حتى عده البعض من أبرز المساهمين في النقاش الفكري والسياسي الراهن بشأن مستقبل العالم العربي وسورية بشكل خاص. البعض يرى أن غليون هو "رجل فرنسا المقبل" في سورية ما بعد الأسد، مستندين إلى استقبال مهم غير معلن لغليون جرى في أواسط سبتمبر الماضي في الخارجية الفرنسية وهو ما أثار تكهنات حول جهود قد تبذلها باريس لتقديم المفكر السوري كزعيم سياسي مستقبلي. ولم تتوقف الانتقادات لغليون حتى الساعة، مشيرين إلى أن أسس الفكر الأصلي الذي يحمله قبل الثورة هي أفكار ديمقراطية على أسس علمانية واشتراكية يسارية، وهذا يعني أنه ينتمي لتيار سياسي شبيه في أسسه بحزب البعث الذي يقوم عليه النظام السوري. وفي المقابل يتحدث المؤيدون له عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت عن اجتماع سمات المعارض الناجح في غليون وابتعاده عن الطائفية.