أعربت مصادر دبلوماسية في إسلام أباد عن دهشتها لتصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينون أمس حيث أكدت وجود اتصالات سرية مع شبكة سراج الدين حقاني للتوصل إلى صيغة سلام في أفغانستان على الرغم من أن البيت الأبيض صنف الشبكة بأنها منظمة إرهابية وأنها متورطة في عمليات قتل الجنود الأميركيين والأطلسيين في أفغانستان. بل إن كلنتون ذهبت إلى أبعد من ذلك حينما اتهمت الشبكة بالهجوم على القنصلية الأميركية في بشاور في 13 سبتمبر الماضي" بالتنسيق مع المخابرات العسكرية الباكستانية"آي.أس.آي". لكن باكستان نفت التهم الموجهة إليها ورفضت فتح جبهة جديدة ضد الشبكة مؤكدة أنها من صنع وكالة المخابرات المركزية الأميركية"سي آي إيه". كما تناقضت تصريحات هيلاري مع المواقف المعلنة لوزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي كشف أمس في خطاب ألقاه في مركز ويدرو ويلسون، في واشنطن، أكد فيه أن باكستان تتعاون مع الإدارة الأميركية في الحرب ضد قيادات القاعدة وطالبان في منطقة القبائل الباكستانية وأنها تسهل عمليات القصف التي تقوم بها طائرات درون" دون طيار" في داخل الأراضي الباكستانية. وحول أثر خطاب ألقاه في واشنطن، قال بانيتا إن "علاقات الولاياتالمتحدة مع باكستان معقدة. هناك أسباب عدة لهذا التعقيد: نشن حربا في بلادهم". وقال لبعض العسكريين "بعد انتقالي إلى البنتاغون أصبح لدي بالتأكيد الكثير من الأسلحة تحت تصرفي وأكثر مما كان لدي عندما كنت في وكالة الاستخبارات المركزية... ولكن الطائرات بدون طيار ليست سيئة" وذلك في إشارة إلى استعمال هذه الطائرات من جانب السي آي ايه. ومنذ مطلع العام، شنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ما لا يقل عن 60 ضربة بواسطة طائرات بدون طيار في المناطق القبلية، بحسب إحصاء أجراه مركز أبحاث مقره في واشنطن. من جهة ثانية عارضت باكستان بشدة بدء محادثات تهدف إلى توقيع معاهدة دولية لحظر إنتاج المواد الانشطارية التي تستخدم كوقود للأسلحة النووية موضحة أن فرض مثل هذه المعاهدة ستكون لها عواقب سلبية على منطقة جنوب آسيا. إلى ذلك كشف الجنرال الأسترالي مايكل كروس التابع للقوات الأطسية أنَّ عدد الهجمات التي تنفذها طالبان في أفغانستان انخفض خلال الشهرين الماضيين للمرة الأولى منذ بدء النزاع في البلاد قبل 10 سنوات. وقال بالتأكيد ما زلنا نواجه تحديات كبيرة ويتوجب علينا أن نبقى واقعيين بالنسبة لأهدافنا، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تشهد فيها أفغانستان هذا الاتجاه. وأشار إلى أن طالبان كانت قد تعهدت باستعادة المعاقل السابقة في ولايتي هلمند وقندهار بجنوب البلاد غير أن موسم القتال الصيفي أتى وانقضى دون تمكنها من استعادة تلك المعاقل.