تحول حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية لسينما دول حوض البحر المتوسط إلى احتفالية بالثورة المصرية ورموزها ومن بشروا بها في مجال الفن على مدار القرن الماضي. وأهدى المهرجان دورته السابعة والعشرين التي افتتحت فعالياتها أول من أمس إلى شهداء الثورة المصرية، بينما استعرض عرض الافتتاح الموسيقي الراقص عددا من الأحداث والشخصيات المهمة في التاريخ المصري التي اعتبرها العرض بمثابة إرهاصات ثورية، بدءا من حادثة دنشواي عام 1906 مرورا بثورة 1919 وثورة 1952 وصولا إلى ثورة 25 يناير 2011. ضم العرض الذي أخرجه عصام الشماع وصمم رقصاته عادل عبده وشاركت فيه فرقة "إسكندريللا" الموسيقية مشاهد من عدد من أبرز الأفلام المصرية مثل "شيء من الخوف" و"رد قلبي" و"غريب في بيتي" و"بين القصرين" مع عرض أغنيات لسيد درويش وأشعار لصلاح جاهين. وطلب ممدوح الليثي رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية المنظمة للمهرجان من كافة الحضور في بداية كلمته الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورة. وكرم المهرجان أربعة مصريين هم الممثلان يحيى الفخراني وزهرة العلا وكاتب السيناريو بشير الديك والمخرج سمير سيف إضافة إلى الممثلة اللبنانية كارمن لبس ومصمم الديكور الإيطالي أوزفالدو ديزيديري. وتضم لجنة التحكيم الدولية للمهرجان اثنين من نجوم الفن المصري اللذين ظهرا في ميدان التحرير خلال أيام الثورة وكانا من بين وجوهها البارزة، هما خالد الصاوي وجيهان فاضل. ويشارك في المهرجان 30 فيلما، من 16 دولة متوسطية ويتنافس في المسابقة الرسمية 9 أفلام منها 5 أفلام عربية تمثل المغرب والجزائر وسورية ومصر وتونس. ويحتفي المهرجان بمرور 100 عام على مولد الروائي المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1988 بعرض فيلمي "السمان والخريف" و"ميرامار" المأخوذين عن روايتين لمحفوظ تحملان نفس العنوانين، كما ينظم ندوة بعنوان "نجيب محفوظ والإسكندرية". وقد تقرر اختيار السينما التركية ضيف شرف المهرجان "نظرا للمكانة الكبيرة التي أصبحت تشغلها على الساحة الدولية في السنوات الأخيرة ومواقفها الإيجابية والفعالة في مناصرة الشعوب العربية ومساندتها سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، بالإضافة إلى ما تشهده من نهضة فنية على صعيد الدراما التلفزيونية والسينما.