نددت الدول الغربية وفي مقدمها الولاياتالمتحدةوفرنسا، بالفيتو الروسي والصيني ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس يدعو لاتخاذ "تدابير محددة الأهداف" ضد دمشق. وفي غضون ذلك صعدت تركيا من إجراءاتها ضد النظام السوري بالإعلان عن مناورات عسكرية حدودية للمرة الأولى منذ 13 عاما. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سوزان رايس بعيد التصويت إن "الولاياتالمتحدة مستاءة بشدة من إخفاق المجلس تماما" في محاولة التعامل مع "تحد أخلاقي ملح وتهديد متنام للسلام الإقليمي. وتابعت "اليوم يستطيع شعب سورية الشجاع أن يرى من يدعم تطلعاته إلى الحرية وحقوق الإنسان العالمية داخل هذا المجلس ومن لا يقوم بذلك". وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه في بيان إن "فرنسا بذلت مع شركائها كل الجهود حتى تقترح في مجلس الأمن نصا قويا لكن يمكن أن يستجيب لمخاوف الجميع. البعض قرر استخدام الفيتو". وأضاف "إنه يوم حزين للشعب السوري، إنه يوم حزين لمجلس الأمن". واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن استخدام روسيا والصين حقهما في النقض يشكل "خطأ فادحا ومؤسفا". وقال هيج في مؤتمر المحافظين في مانشستر شمال غرب إنجلترا إن "قرار روسيا والصين استخدام الفيتو والوقوف إلى جانب نظام وحشي بدلا من الوقوف إلى جانب الشعب السوري خطأ فادح". وأضاف "سنضاعف جهودنا للعمل مع الأمم الأخرى علي زيادة الضغط على النظام في كل مكان نستطيع فيه القيام بذلك ونؤكد للشعب السوري أننا لن ننساه". وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا ستفرض "مجموعة عقوبات" خاصة بها ضد سورية رغم فشل إصدار قرار إدانة بمجلس الأمن. وقال إنه "من المؤسف" عدم التمكن من إصدار قرار في مجلس الأمن مؤكدا أن هذا الأمر لن يحول دون قيام حكومته بفرض عقوبات على النظام السوري. ومن جهته حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من انقسام المجتمع الدولي في موقفه تجاه سورية. وقال "ليس من الصحيح بالنسبة للمجتمع الدولي أن يظهر انقساما في الموقف من سورية داخل مجلس الأمن". وأضاف أنه لو كانت تركيا عضوا في المجلس لعملت على الخروج بموقف موحد تجاه سورية، مشيرا إلى أنه من المهم في هذه المرحلة أن يكون هناك فهم لمطالب الشعب السوري من أجل وضع نهاية للضغوط التي يعانيها الآن. وأشار إلى أنه لم يجر أي اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد منذ أغسطس الماضي، مكذبا بذلك ما بثته وكالة الأنباء الإيرانية، بشأن خطوات سيتم اتخاذها إذا حدثت تدخلات أجنبية في سورية، ذكر فيها اسمه. وفي غضون ذلك بدأت القوات التركية أمس مناورات عسكرية بمناطق الحدود مع سورية تستمر حتى 13 أكتوبر الجاري .وذكرت رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش التركي أن القوات البرية بدأت تمرينا تعبويا في محافظة هتاي الحدودية. وتعد هذه هي المرة الأولي منذ 13 عاما التي تحشد فيها تركيا قواتها على الحدود مع سورية بحجة قيامها بمناورات عسكرية سنوية.