دخلت 60 شركة متخصصة في تقديم الإعاشة معترك التنافس على موسم الحج هذا العام للظفر بحصة التعاقدات مع 240 شركة ومؤسسة لحجاج الداخل، وذلك بعد أن ألزمت وزارة الحج تلك الشركات بضرورة التعاقد مع متعهدي إعاشة خلال موسم الحج على غرار الالتزامات الواجبة تجاه حجاج الخارج من قبل مؤسسات الطوافة. وقال رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية بمكةالمكرمة، سعد القرشي في تصريح إلى "الوطن" أمس: إن متوسط كلفة إعاشة الحاج الواحد يتراوح بين 150 250 ريالا لتقديم 3 وجبات يوميا ابتداء من 7 وحتى 13 ذي الحجة، فيما ترتفع الكلفة في المخيمات الفارهة. وتصل كلفة ما تقدمه 240 شركة ومؤسسة لحجاج الداخل إلى 50 مليون ريال، فيما يبلغ عدد حجاج الداخل نحو 200 ألف حاج. وأضاف: أن هناك 3 فئات للشركات العاملة في هذا المجال، وتختلف كل فئة من حيث ما يتوفر لديها من إمكانات وخبرات في تقديم الإعاشة لحجاج الداخل، وذلك وفق اشتراطات إدارة صحة البيئة التابعة لأمانة العاصمة المقدسة، إضافة إلى ضرورة توفر شهادات صحية للعاملين في تلك الشركات والمعنيين بتقديم الوجبات وطهيها. وحول أعداد الشركات المتخصصة في تقديم الإعاشة، قال القرشي: إنه بعد صدور تعميم وزارة الحج العام الماضي، الذي يلزم شركات ومؤسسات حجاج الداخل بضرورة التعاقد مع متعهدين نظاميين، وافقت وزارة التجارة على شركات جديدة هذا العام، وأعطت أيضا تأشيرات موسمية لاستقدام عمالة تعمل على طهي الطعام وإعداده وتقديمه بما يتناسب مع الوجبات التي تروق للحجاج، فيما وصل عدد الشركات المرخصة إلى نحو 60 شركة. أما بالنسبة إلى آلية توقيع العقود فقد أوضح القرشي، أن العقود توقع بين شركات ومؤسسات حجاج الداخل وشركات متعهدي تقديم الإعاشة للحجاج مع ضرورة تقديم ضمان بنكي لضمان الارتقاء بالخدمة وتوفير البديل في حالة إخفاق المتعهد بالتزاماته في تقديم الوجبات أثناء أيام الحج. وأشار إلى أن شركات حجاج الداخل لا تعتمد على الوجبات المطهية فقط، بل تلزم المتعهد بتوفير وجبات جافة لتقديمها في حال تأخر الوجبة عن موعدها المحدد، مؤكدا وجود أماكن داخل المخيمات تخصص لإعداد الوجبات كمطاعم مؤهلة. واستفسرت "الوطن" من عدد من شركات ومتعهدي الإعاشة عن أسعار الوجبات لكل حاج. وتصل كلفة الحاج إلى 700 ريال في المخيمات الفخمة، في حين أنها لا تتجاوز 100 ريال للحاج الواحد في المخيمات الاقتصادية "الحج الميسر"، الذي روجت له وزارة الحج للحد من النفقات التي ترهق الحجاج ماديا، والتي لا تتطلب إقامة بوفيهات مفتوحة، بل تتضمن تقديم وجبات تقليدية. من جهته، قال مدير إدارة صحة البيئة بمكةالمكرمة، الدكتور محمد الفوتاوي ل"الوطن": إن هناك قائمة بأعداد الشركات المؤهلة لتقديم الإعاشة لحجاج الداخل يجري تحديثها باستمرار على موقع أمانة العاصمة المقدسة، وتشمل قائمة بالمطابخ والمطاعم والمخابز المؤهلة لتقديم الإعاشة. وأضاف: أنه يجري تأهيل تلك الشركات بواسطة المكاتب الاستشارية البيئية المعتمدة من قبل مصلحة الأرصاد وحماية البيئة من أجل التأهيل البيئي للمنشآت الغذائية على أن تتوفر في شركات الإعاشة جملة من الاشتراطات حتى تحصل على فئة من الفئات المؤهلة وفق نظام الهاسب أو الأيزو. وأوضح الفوتاوي أن أمانة العاصمة المقدسة تتابع تأهيل الشركات والمطابخ والمطاعم لتقديم الإعاشة للحجاج للحد من حالات التسمم الغذائي في سبيل تقديم وجبات غذائية سليمة وصحية مطابقة لمعايير الجودة، حيث يجري ذلك بالتنسيق مع عدة جهات تشمل الشؤون الصحية والجهات الأمنية وهيئة الغذاء والدواء ووزارة الحج وإمارة منطقة مكةالمكرمة ووزارة الشؤون البلدية والقروية. وأكد أن الأمانة تعمل حاليا على إطلاق مشروع توفير مقار دائمة لشركات الإعاشة داخل حرم المشاعر المقدسة، التي سوف تمكن الأمانة من خلالها الشركات الراغبة في تقديم الإعاشة على مدار العام، خصوصا في ظل التوسع في برنامج العمرة، وستطرح الأمانة تلك المواقع أمام المستثمرين.