قتل ثمانية أشخاص على الأقل في سورية أمس بسبب إجراءات القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الأسد ضد المتظاهرين. كما ذكر أحد نشطاء المعارضة بمحافظة حمص للمرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم العثور على خمس جثث نقلت إلى المستشفى، وأنه لم يتم تحديد هويتها. وعثر على الجثث في أعقاب إطلاق النار الكثيف من قبل قوات الأمن ضد احتجاجات نظمت ليلة أول من أمس في عدة مناطق بالمحافظة. وأكدت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة مساء أمس تأجيل الزيارة التي كان يفترض أن يقوم بها اليوم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى سورية إلى أجل غير مسمى بطلب من دمشق. وكان من المفترض أن يعرض العربي على الرئيس السوري بشار الأسد مبادرة مؤلفة من 13 بنداً أبرزها "إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس". وتنص في بندها الرابع على إصدار "إعلان مبادئ واضحة ومحددة من قبل الأسد يحدد فيه ما تضمنته خطاباته من خطوات إصلاحية، كما يؤكد التزامه بالانتقال إلى نظام حكم تعددي، وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الإصلاح والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في عام 2014 موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس". كما تدعو "الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين، وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية حقناً لدماء السوريين وتفادياً لسقوط المزيد من الضحايا وتجنيب سورية الانزلاق نحو فتنة طائفية أو إعطاء مبررات للتدخل الأجنبي". وتقترح كذلك أن "يتم فصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية". وقال العربي للصحفيين في القاهرة أمس إن زيارته إلى دمشق "تأتي بناء على تكليف من مجلس الجامعة العربية لنقل رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سورية وضرورة وقف العنف وإجراء إصلاحات فورية". وكان مجلس الوزراء السوري قد أقر أمس اعتماد اللائحة التنفيذية لقانون الأحزاب التي تشمل "التعليمات التنفيذية لتأسيس الأحزاب وإجراءات ترخيصها وشروط العضوية والانتساب إليها ومصادر تمويلها وحقوقها وواجباتها". وفي سياق متصل أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة أن الجماعة لا ولن تقبل فكرة تقاسم السلطة مع نظام الرئيس الأسد إذا ما ضاق الحصار على الأخير ورغب في إشراك أطراف من قوى المعارضة السورية إلي جوار حزبه الحاكم بالسلطة لتهدئة الثورة الشعبية ضده. وأوضح الشفقة الموجود خارج الأراضي السورية في مقابلة "لا صحة مطلقاً لما يتردد عن احتمال وجود تسوية بين الإخوان ونظام بشار الأسد بإشراف تركي ومباركة أميركية". وتابع "نحن لا نشترك مع مجرمين، هذا النظام مجرم ويجب أن يرحل .. مهما كانت الإغراءات بالوعود والمناصب أو الإصلاحات، فنحن لن نشترك مع قاتل الشعب". ومن جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء بشأن سورية. وقال كي مون إنه يتعين على الرئيس الأسد اتخاذ "إجراءات جريئة وحاسمة قبل فوات الأوان". وفي باريس قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن الاتحاد الأوروبي يعمل على فرض عقوبات جديدة على سورية تستهدف كيانات اقتصادية، وذلك بعد أيام من اتخاذه مجموعة من الإجراءات العقابية. وأعلنت النروج غير العضو في الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى العقوبات التي فرضتها الدول ال27 على سورية احتجاجاً على القمع العنيف للتظاهرات.