يمثل مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بصمة مضيئة ومحطة مفصلية في مسيرة الطب الوقائي في المملكة. فمنذ تدشين المركز في عام 2005 وحتى اليوم وهو يمثل أول مركز يأخذ على عاتقه التصدي لمسؤولية الكشف المبكر عن أمراض الأطفال حديثي الولادة في السعودية. وقد حقق البرنامج نجاحاً باهراً من خلال العدد الكبير من الحالات التي تم الكشف عليها، حيث بلغ عددها منذ بداية تطبيق البرنامج وحتى 31/ 7 / 2011، (581332) حالة، أما الحالات المصابة والمكتشفة من خلال الكشف الطبي الذي أجراه الخبراء القائمون على تنفيذ البرنامج فقد أظهر تسجيل إصابة (526) حالة بأمراض وراثية، ويجري العمل حالياً على علاجها لإنقاذ هؤلاء الأطفال المصابين من شبح الإعاقة. يعمل المركز على تطبيق برنامج الكشف المبكر عن أمراض الإعاقة من خلال مختبر تابع لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. ويرأس مجلس أمناء المركز الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. وقد أثبتت الفحوصات المخبرية جدواها في التصدي للإعاقة اكتشافاً مبكراً وعلاجاً، ونظراً لازدياد الحالات التي يتطلب الكشف عليها، فقد سعى المركز ممثلاً في سمو رئيس مجلس الإدارة إلى تحديث المختبر وتطويره فنياً ودعمه مادياً وبشرياً، حيث تمت زيادة عدد القوى العاملة لتقابل الزيادة المضطردة في أعداد الفحوصات المطلوبة. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المستشفيات المشاركة في الكشف عن الحالات المصابة بالمملكة بلغ (85) مستشفى منتشرة في كافة المناطق، حيث يتم إرسال عينات الدم المسحوبة من الأطفال من المستشفيات إلى مختبرات الكشف المبكر في الرياض عن طريق البريد السريع (دي إتش إل). وعمل البرنامج من أجل تحقيق أهدافه والوصول إلى النجاح المأمول منه، بالتواصل مع وزارة الصحة والعديد من القطاعات الصحية الأخرى في المملكة ووقع العديد من اتفاقيات التعاون مع وزارة الصحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والشؤون الصحية بالحرس الوطني والإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الدفاع والإدارة العامة للخدمات الطبية بوزارة الداخلية بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات مع عدد من المستشفيات الجامعية. ويجري البرنامج حالياً اتفاقيات تعاون مع القطاعات الصحية الخاصة، وذلك سعياً لتوسيع رقعة البرنامج ليضم أكبر عدد ممكن من المواليد الجدد في المملكة، وذلك حفاظاً على حياتهم وتجنيبهم شبح الإعاقة.