تصدَّرت لعبة "الفرفيره" أم الألعاب الرياضية الشعبية موسمي رمضان والعيد في جنبات الأحياء الشعبية بجدة "الوسط والجنوب" والمنطقة التاريخية تحديداً، ويبدأ ما يمكن أن يطلق عليهم "رجال سماسرة اللعبة" من "خلف كواليس" بتوفير الطاولات الخاصة باللعبة لعملائهم المميزين "المستأجرين"، حيث تتعاون معهم في ذلك محلات البيع المخصصة كمحلات الرياضة الكبيرة في عملية تأجير تلك الطاولات قبل العيد بخمسة أيام تقريباً. وأوضح محمد العرماني وهو مؤجر من أحد رجال السمسرة، أن لعبة الفرفيرة تدر عليه أرباحاً مالية عالية خاصة في ليالي العيد؛ حيث تصل قيمة "دورة اللعبة الواحدة" إلى 20 ريالاً بعد أن كان مستوى سعرها في ليالي رمضان لا يتجاوز 4 ريالات، مضيفاً أن تأجير الطاولة ل 6 ليالٍ يصل في أدنى مستوياته إلى 1500 ريال. وأكد العرماني، أن الأرباح التي تدرها اللعبة عليه تفوق أجور تأجير الطاولة في العيد بضعفين ونصف؛ نظير الإقبال الشديد على اللعبة خاصة في المنطقة التاريخية حيث يبدأ من الساعات الباكرة صباحاً إلى ما بعد منتصف الليل، من جميع الفئات صغاراً وشباباً بل حتى من كبار السن والفتيات الصغار لشعبية اللعبة الكبيرة في حواري جدة. واللعبة عبارة عن طاولة خشبية تحملها 4 قوائم و بها 8 أذرع تتسع ل 4 لاعبين من الفريقين، كما تتضمن منصتها ملعباً خشبياً ولاعبين يتحكّم بهم بواسطة الأعواد الخشبية والأذرع التي تتوزع يميناً ويساراً، وعرفت لعبة الفرفيرة في مدينة جدة منذ سنوات طويلة، لكنه لا يعرف لها طعم ولا يفضل رؤيتها إلا في ليالي رمضان والعيد السعيد، ويتزايد الطلب عليها في المحلات التي تبدأ في عرض أنواع عدة من الطاولات وبصناعات مختلفة. وأشار أحمد سالم بن حلي إلى أن هناك عشقاً عارماً للعبة، وأنه لا يمارس هوايته إلا بشكل موسمي خاصة في العيد. وقال بن حلي الذي التقيناه في منطقة البلد التاريخية - ويعمل في إحدى محلات الأقمشة النسائية في شارع التحلية ل "الوطن" - إن الفرفيرة تمتاز بالحيوية والحماس والتشجيع في اللعبة، وهناك أناس محترفون في اللعبة، التي استمدت شهرتها من لعبة كرة القدم حتى أطلق بعضهم على اللعبة لقب الساحرة المستديرة أسوة بكرة القدم. ورغم الارتفاع في أسعار اللعبة في العيد إلا أن الإقبال عليها متزايد بشكل كبير ويصل الأمر إلى حد وضع كشف بالحجوزات لمن يريد دورة في هذه المعشوقة، ومما يلحظه المار الحشود الكبيرة المجتمعة لممارسة اللعبة، الذي يعطي إيحاءً بأنها اللعبة رقم واحد الأكثر تفضيلاً في عيد الجداويين. ويحاول عدد من المؤجرين توفير طاولات لهذه اللعبة بمختلف الأحجام حتى تناسب جميع الأعمار لتلبية الطلبات المتزايدة، فيما فضلّ بعض المؤجرين إدخال برامج للعبة الفرفيرة على أجهزة الألعاب الإلكترونية التي تبلغ قيمة اللعبة فيها 5 ريالات، وتجد الإقبال عليها من قبل الفتيات الصغار.