تصدرت الألعاب الرياضية الشعبية قائمة الألعاب الرمضانية، ويأتي في مقدمها لعبتا «الفرفيرة والكيرم» اللتان تزيّن معظمهما حارات وشوارع محافظة جدة، وبالأخص الأحياء الشعبية والمنطقة التاريخية تحديداً، لتعكس بذلك مظهراً رمضانياً ترفيهياً لا يتكرر في الشوارع إلا مرة كل عام بين أوساط شباب منطقة مكةالمكرمة عموماً وجدة خصوصاً. وتنظم مسابقات «الكيرم والفرفيرة» وتسن لها الأنظمة وتهيأ لها الأماكن، ويرتبط شباب المنطقة الغربية بعلاقة خاصة مع هذه الألعاب، إذ يشرح محمد العوفي لعبة «الفرفيرة»: «هي عبارة عن طاولة خشبية تحملها أربعة قوائم وبها ثماني أذرع تتسع لأربعة لاعبين من الفريقين تتضمن منصتها ملعباً خشبياً ولاعبين يتم التحكّم بهم بواسطة الأعواد الخشبية والأذرع التي تتوزع يميناً ويساراً». وعلى رغم انتشار «الفرفيرة» في جدة منذ سنوات طويلة، إلا أن العوفي يؤكد أنها تحظى باهتمام خاص خلال رمضان وأيام العيد، إذ يتزايد الطلب عليها في المحال، وتحظى باهتمام الجماهير التي تتابع المنافسات، كما يتخذها بعض الشباب فرصة لزيادة دخلهم عبر تنظيم البطولات. وبالنسبة لفيصل المرزوقي، فإن السهر خلال رمضان يسهم في زيادة التفاعل مع الألعاب الشعبية، إذ يشير إلى أنهم يمارسون اللعبة بمهارة عالية من دون أن يغادروا أحياءهم أو يبتعدوا عن منازلهم، لتظل طاولة اللعبة محجوزة لساعات طويلة تبدأ من بعد صلاة العشاء. ويؤكد أن من يتجول في شوارع جدة وبين جنبات المنطقة التاريخية يلاحظ تجمعات الشباب الذين يتحلقون حول طاولة «الفرفيرة» وبينهم محترفون عدة يتحدون بعضهم، فيما يحاول المؤجرون توفير طاولات لهذه اللعبة بمختلف الأحجام، حتى تناسب جميع الأعمار لتلبية الطلبات المتزايدة. ومن ضمن الألعاب التي تنتشر في ليالي رمضان خصوصاً في المنازل لعبة «الكيرم» وهي لعبة شعبية قديمة يقال إنها انطلقت من الهند، إذ كانت ولا تزال لدى البعض متنفساً لأوقات الفراغ، وتتكون اللعبة من لوح خشبي على شكل مربع ذي مقاسات مختلفة بحسب الفئات العمرية ومجموعة من الحبوب التي هي أساس اللعبة، وتكون بألوان مختلفة يمثل فيها اللون الأسود فئة خمسة واللون الأصفر فئة عشرة واللون الأحمر فئة الخمسين، إضافة إلى المضرب وهو الأكبر حجماً من الحبوب الأخرى. وتعتمد شروط اللعبة التي يمكن أن تقام بشخصين أو أربعة على إدخال «حبوب الكيرم» في الفتحات الواقعة في زوايا اللوح الخشبي، ويكون عدد الحبوب في الغالب لكل لعبة من 7 إلى 9 مع وجود الخمسين التي تجمع في وسط اللوح الخشبي، ويبدأ أحد المتنافسين اللعبة باستخدام المضرب أو كما يتعارف عليه باسم المضراب. وتقاس مهارات اللاعب بحسب تصويبه للأهداف، وغالباً ما يتم التركيز على اللون الأحمر ذاته، فهي تسهل على اللاعب حصد مجموع وافر من النقاط بأقل مجهود (فئة 50)، ويشترط للحصول عليها إدخالها وإدخال أخرى بعدها، وهو ما يعرف بالغطاء أياً كان اللون، وإلا فإنه سيعيدها مرة أخرى لميدان اللعب. من جانبه، أشار علي الشمراني إلى أنه يلعب «الكيرم» منذ زمن طويل وما زال، ويتنافس هو وأبناؤه الذين تعلموها وأصبحوا ينافسونه في اللعب، مبيناً أن اللعبة جميلة وشيقة وتذكرنا بالألعاب الشعبية القديمة التي كانت منتشرة قديماً، وأنه اعتاد على ممارسة اللعبة بصفة دائمة، وهي تلازمه في أوقات فراغه.