رغم أن حوطة سدير محافظة صغيرة تبعد عن الرياض 180 كلم شمالاً ولا يتجاوز سكانها 20 ألف نسمة إلا أن اسمها ارتبط برؤية هلال رمضان وذي القعدة. يقول عضو المجلس البلدي في المحافظة سليمان النصارإن تميز المحافظة برؤية الهلال يعود إلى تميز الأشخاص وهي ليست ميزة فلكية تتعلق بموقع المحافظة، وإن كان هناك سبب آخر ساعد على نمو هذا الفن هو صفاء الجو والمرتفعات المطلة في المحافظة. ووفقا للنصار فإن من أشهر الرائين عبدالله الخضيري الذي ورث الرؤية عن والده وله أكثر من 30 سنة يمارس بها هذا الفن، ولديه معرفة بعلوم الفلك والنجوم، مشيرا إلى أن الخضيري درب عددا من الأشخاص على الرؤية. من جانبه وصف أحد تلاميذ الخضيري، فضل عدم ذكر اسمه، رؤية الأهلة بأنها ليست فراسة ولا وراثة وإنما بالتعلم، مبينا أنهم يشاهدون الهلال عن طريق محاجر معينة "مراصد" في جبل "طويق وأوراط " وغالبا ما تكون مواقعها ثابتة ولكن يتم إخفاؤها لكي لا تتعرض للعبث والتخريب من الناس، موضحا أن رؤية الهلال تكون مع الأذان، وهناك اعتبارات أخرى لرؤيته مثل ارتفاعه وبعده. ويقول الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق إنه في حالة المتابعة المستمرة للهلال من بعض الأشخاص فإنها تتحول إلى معرفة علمية لديهم. يذكر أن اللجنة المكونة لرؤية الهلال من المحافظة والمحكمة والشهود وغيرهم تتجه إلى المرصد في جبل أوراط بصحبة الخضيري من بعد صلاة العصر، ومن ثم يتم التسجيل في المحكمة مباشرة. "الوطن" حاولت الاتصال بالرائي الخضيري دون جدوى، إذ لا يسمح لوسائل الإعلام بمرافقته وتصويره.