شهد معرض "وجوه من عصر النهضة" الذي افتتحه وزير الثقافة الألماني بيرند نويمان أول من أمس بمتحف "بوده" في العاصمة الألمانية برلين، عرض إحدى اللوحات النادرة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي (1452-1519)، وتظهر اللوحة صورة سيسيلا جالراني (17 عاماً) محبوبة لودوفيكو سفورزا دوق ميلانو وهي تحمل على يدها اليسرى حيوان القاقم أو ابن عرس. ووصلت التحفة المؤرخة في 1889/1890 على سبيل الإعارة من بولندا التي تعتبر اللوحة واحدة من أعظم كنوزها ، وهي إحدى المعروضات الدائمة في متحف كزارتوريسكي بمدينة كراكوف البولندية. يذكر أن متحف "بوده" باع أكثر من 20 ألف تذكرة لحضور المعرض الذي يضم أكثر من 150 بورتريه إيطالي يعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي. وجمع المتحف مكونات المعرض من أعظم المتاحف على مستوى العالم من بينها متحف أوفيزي في فلورنسا ومتحف اللوفر في باريس والمتحف الوطني في لندن وتضم المعروضات إلى جانب لوحة دافنشي أعمالاً أخرى لفنانين آخرين مثل بوتيسيلي وجيرلاندايو وبليني وبيسانلو. من جانبه قال ميشائيل آيزنهاور مدير متحف "بوده" إن "هذا هو أكبر وربما أهم معرض يتناول تطور فن البورتريه". ومن المنتظر أن يستقبل متحف الفنون في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة المعرض في الفترة من ديسمبر حتى مارس المقبلين ولكن دون لوحة دافنشي. ويعتبر بعض مؤرخي الفن أن لوحة "السيدة والقاقم" هي أول البورتريهات المجازية (الرمزية) في العالم؛ إذ يرمز الحيوان فيها إلى الشرف فيما تظهر جالراني وكأنها تحدق في شوق إلى محبوبها. وكانت بولندا رفضت في البداية إعارة اللوحة للمتحف الألماني لكنها عادت في أبريل الماضي ووافقت على إرسال اللوحة (55*40 سنتيمترا) لكن بشروط صارمة. ومن المنتظر أن تسحب اللوحة من المعرض قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء المعرض في العشرين من نوفمبر المقبل تمهيداً لنقلها إلى لندن حيث ستعرض في المتحف الوطني في لندن.