تعلم صانع السلال سعيد عبدالله سلمان العسيف الحرفة وهو في الربيع العاشر من عمره عندما كان يتردد على بستان والده بالقرب من قرية التوبي، لمساعدته في أعمال الفلاحة قبل أكثر من 50 عاماً. ويقول العسيف ذو السبعين عاماً "أنا فلاح منذ طفولتي، كنت أذهب لمساعدة والدي الشغوف بصناعة السلال في أعمال الفلاحة في بستانه، فرغم كون والدي فلاحاً، إلا أنه كان حرفياً ماهراً في صناعة السلال، وهي مهنته الأساسية آنذاك، فهذه هي مهنة العائلة توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد". ويضيف "رغم أنني تعلمت حرفة صناعة السلال والمهاف من والدي، إلا أن هذه الحرفة لم تكن صنعتي، ولم أتوقع أن أعمل بها، لأنني كنت أمارس في الأساس مهنة الفلاحة، وعملي في صنع وبيع السلال له قصة تعود فصولها إلى نحو عشرين عاماً خلت". ويسرد العسيف قصة امتهانه لحرفته قائلاً "التجار هم دفعوني لأن تكون هذه الحرفة هي مهنتي الأساسية، فعندما توفي أبي صانع السلال الشهير قبل نحو 20 عاماً، جاء أحد التجّار إلي، وطلب مني كمية كبيرة من السلال، فاعتذرت له، وقلت له لم يعد أحد من العائلة يصنع السلال، ولا أحد يجيد تلك الحرفة كما كان يجيدها أبي، فقال لي التاجر: ابن الأستاذ أستاذ ونصف، وأنا في ورطة وزبائني ينتظرون، فأنقذني من ورطتي، فعندها قرّرت أن أكون ابن الأستاذ، والحفاظ على حرفة أبي التي ورثها من جدي". وعن طريقة صناعة السلال يقول العسيف "تحتاج السلة الواحدة إلى أسبوع من العمل، فنحن نحصل على العيدان التي تدخل في صناعتها من شجر الخيرزان التي تزرع في المنطقة، وننظف العيدان بعد قصها ونقعها في الماء حتى تلين، ونضيف إلى جوانب السلة عيدانا أخرى معروفة باسم "الأسل"، التي يتم صبغها بلوني الأحمر والأزرق الداكن، وذلك بعد أن يتم تجفيفها لمدة يومين بعد قطعها". وعن سعر السلة والطلب عليها يقول العسيف: "سعر السلة في الماضي كان خمسة ريالات، أما الآن فسعرها يتراوح بين ال 200 إلى 700 ريال بحسب الحجم والشكل والطلب". العسيف الذي شارك ضمن مهرجان جمعية القطيف الخيرية الرمضاني الذي انطلقت فعالياته في الحادي عشر من شهر رمضان تحت شعار "النخلة رمز وعطاء"، واختتمت في السابع عشر من الشهر نفسه، يقول إنه شارك بركنه التراثي في جميع نسخ المهرجان ال 18، وكذلك شارك في مهرجان الجنادرية اثنتي عشرة مرة، وشارك في عدة مهرجانات في الخبروالقطيف وغيرها، وهو سعيد جداً بتعريف الأجيال الجديدة عبر مشاركاته بهذه المهنة التي يتهددها الاندثار.