اشتكى عدد من معتمري الداخل من ارتفاع إيجارات الفنادق والوحدات السكنية بالعاصمة المقدسة خلال شهر رمضان بنسبة عالية تفوق ما كانت عليه في بقية أيام العام، إلا إن اللجنة الوطنية للحج والعمرة اعتبرت هذه الارتفاعات طبيعية في ظل حرص المستثمرين على استعادة تكاليف التشغيل لاستثماراتهم الفندقية في مكة في مثل هذه المواسم. وبيّن المعتمر صالح المطلق الذي قدم من العاصمة الرياض إلى مكة أنه يحرص في كل عام على قضاء عدة أيام بمكةالمكرمة وأداء العمرة منذ أكثر من 40 عاماً، إلا إنه قال "إن أسعار الفنادق بالمنطقة المركزية مرتفعة وبلغت تكلفة إقامتي أنا ووالدتي بالفندق نحو 130 ألف ريال خلال شهر رمضان". وتابع المطلق :"بينما كانت الأسعار في السابق وفي شقة متكاملة بمنطقة الشبيكة لا تتجاوز 25 ألف ريال إلا أنني أتوقع أن هذه الأسعار ستنخفض بعد إتمام المتبقي من مشاريع مكة التنموية، وسوف يكون هناك توازن ما بين العرض والطلب"، وعاد المطلق ليؤكد أن روحانية المكان والزمان والخدمات المتوفرة ومجاورة الحرم والإطلالة عليه لا تقدر بمال. من جهتها تؤكد المعتمرة التي اكتفت بكنيتها "أم ثامر" أنها قدمت من جدة وتحرص في كل عام خلال العشر الأواخر من رمضان على قضائها بمكة، وقالت "بلاشك الأسعار مبالغ بها فعشرة أيام في غرفة لشخصين مع وجبتي إفطار وسحور تقدر بمبلغ 39 ألف و900 ريال". فيما تتفق حنان محمد وهي معتمرة قدمت من بقيق بالمنطقة الشرقية برفقة زوجها في وجود مبالغة في أسعار الفنادق بالمنطقة المركزية، وقالت "قضينا 3 أيام بأحد الفنادق المجاورة للحرم المكي، وتكلفنا نحو 10 آلاف ريال فقط للإقامة بالفندق دون وجبتي الإفطار أو السحور". من جهة أخرى أوضحت المعتمرة منيرة مبارك التي قدمت من مدينة الأحساء، أنها قامت بالتنسيق المسبق للحجز منذ شهر رجب، وقالت "على الرغم من أن الفندق بمستوى ثلاثة نجوم إلا أن تكلفة الليلة الواحدة فيه تقدر ب 400 ريال"، مضيفة ً "الفندق يبعد عن المسجد الحرام وبحسب العقد فإن الفندق يوفر لنا المواصلات للتنقل، لكن الواقع غير ذلك وفي زحمة المرور وانعدام وسائل المواصلات اضطررنا للسير على الأقدام من وإلى المسجد الحرام". فيما يؤكد عبدالرحمن محمد ورفاقه القادمون من الباحة لأداء العمرة، أنهم يسكنون بحي العزيزية، ويستقلون حافلات النقل الجماعي في الذهاب للمسجد الحرام وأحياناً بسبب الازدحام يستقلون الحافلات الصغيرة. إلى ذلك اعتبر رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد القرشي ارتفاع الأسعار في العشر الأواخر أمر طبيعي، وقال "يأتي ذلك لأن شهر رمضان موسم كبير تترقبه الفنادق والوحدات السكنية خصوصاً وأن العديد من المستثمرين دفعوا مبالغ مالية باهظة من أجل الاستثمار في مجال الفنادق والوحدات السكنية، لذلك هم يسعون لتعويض مصاريف التشغيل في هذا الموسم".