أحكم الثوار الليبيون سيطرتهم على مقر إقامة معمر القذافي في مجمع باب العزيزية بطرابلس بعد ساعات من المواجهات العنيفة، حيث استولوا على كميات من الأسلحة فيما تمددت جثث القتلى على الأرض. وقال مراسل صحفي إن "مجمع الزعيم الليبي الذي يمتد مئات الأمتار يتألف من مبان عدة وقد عثر الثوار في أحدها على كميات من الذخائر والمسدسات والبنادق الرشاشة وقد استولوا عليها". وأضاف أن العديد من الجثث كانت ممددة على الأرض ويبدو أنها تعود إلى عناصر من قوات القذافي لافتا أيضا إلى العديد من الجرحى. وتابع أن "الثوار حطموا جدران المجمع الأسمنتية ودخلوه. لقد سيطروا تماما على باب العزيزية وانتهى الأمر". ولا يزال مصير الزعيم الليبي والمقربين منه مجهولا. وكان نجله سيف الإسلام أعلن ليل أول من أمس أن والده لا يزال في طرابلس. وتلقى الثوار في طرابلس أمس تعزيزات من مدينة مصراتة ما سمح لهم بمهاجمة مقر إقامة الزعيم الليبي. وأغلقت المتاجر بالعاصمة وتكدست أكوام القمامة بالشوارع وامتلأت الجدران بكتابات مؤيدة للمعارضة ورفرفت أعلامها من عدة مبان وأخذت مجموعات من الرجال والفتية تردد هتافات مؤيدة للمعارضين. وقال حلف شمال الأطلسي "الناتو" إن نظام القذافي بات في النزع الأخير، لكنه حذر من أنه برغم اقتراب قوات المعارضة من المكان الذي يتحصن به، إلا أن هناك حاجة ل "تسوية سياسية" لضمان استسلامه الكامل. وقال المتحدث باسم الناتو رولاند لافوي في تصريحات في نابولي "لا أحد يمكنه التنبؤ بالضبط متى ستلقي قوات القذافي أسلحتها. سيفعلون ذلك فقط عندما تكون هناك تسوية سياسية للصراع". وأضاف "إذا غادر القذافي البلاد وساعد في عملية التوصل إلى حل، فإننا بصراحة سنكون سعداء". ومع ذلك اعترف المتحدث ب"القيمة الرمزية" لاعتقال الزعيم الليبي. وفي بروكسل قالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي اوانا لونغسكو خلال مؤتمر صحفي في مقر الحلف "النهاية قريبة لنظام القذافي، إنه الفصل الأخير.. إنهم يخوضون معركة خاسرة". وأكدت أن "الظهور القصير لسيف الإسلام القذافي لا يدل بالنسبة لي على شخص يسيطر على العاصمة، بل إنه يظهر أن فلول النظام في حالة فرار". إلى ذلك أكد مصدر من ثوار ليبيا أن سيف الإسلام نجل القذافي الذي ظهر أمس في طرابلس كان قد اعتقل بالفعل إلا أنه تمكن من الفرار. وكان ظهور سيف الإسلام فجر أمس أمام فندق في طرابلس قد أثار موجة من الشكوك في كل ما يعلنه الثوار. إلا أن مصدرا من الثوار أكد أن ظهوره لن يؤثر على عزيمتهم. وقال إن سيف الإسلام كان معتقلا وفر وإن الجولة التي قام بها كانت داخل باب العزيزية. وكانت مصادر من الثوار أكدت هروب محمد الابن الأكبر للقذافي بعد يوم واحد من احتجاز الثوار له رهن الإقامة الجبرية. وفي سياق متصل أعلن المتحدث العسكري باسم الثوار محمد زواوي أنهم تقدموا نحو مرفأ رأس لانوف النفطي باتجاه مدينة سرت عبر الجبهة الشرقية التي انسحبت منها القوات الموالية للقذافي. وقال زواوي "إن مقاتلينا تقدموا لأكثر من 40 كلم بعد البريقة. وقد تجاوزنا بلدة بشر وسنكون هذا المساء في رأس لانوف". وفي بنغازي أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل "إن الدعم الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي في المجال الأمني سيستمر حتى يستتب الأمن كليا في ليبيا". وشدد على صون وحدة وسلامة الأراضي الليبية وكذلك على الوحدة السياسية مؤكدا لمواطنيها "دعم الشعب التركي الكامل" في حين يبدو سقوط نظام معمر القذافي وشيكا. ودعا إلى الإفراج عن الأرصدة الليبية المجمدة قبل نهاية شهر رمضان من أجل خير الشعب. ومن جهته أكد عبد الجليل أن القذافي وأتباعه سيكونون تحت طائلة القانون بعيدا عن أخذ الحق بالقوة. وقال "ستكون هناك "محاكمات عادلة في القضايا الجنائية والمالية بعد أن تستقر الدولة". وشدد على أن طرابلس ستظل هي عاصمة ليبيا الموحدة.