أكد وزير الزراعة الإندونيسي الدكتور سوسوونو سموكري أن بلاده عدلت نظام الاستثمار الأجنبي السابق الذي أدى إلى توقف مشروعات سعودية بمليارات الريالات، وأصدرت نظاما جديدا يرفع مستوى ملكية الأجانب في مزارع المحاصيل الغذائية الأساسية مثل الأرز بنسبة تصل إلى 49% كحد أقصى. وقال الوزير لدى زيارته غرفة جدة أمس في تصريح إلى "الوطن": "لا يوجد حتى الآن أي استثمارات سعودية في القطاع الزراعي رغم أنه تم الإعلان عن مشروعات بقيمة 18 مليار ريال في العامين الماضيين لمستثمرين سعوديين منها ما يقارب 16 مليارا لمشروع تابع لمجموعة بن لادن السعودية لزراعة 500 ألف هكتار من الأرز في محافظة بابوا. وسيعطي عودة الاستثمارات السعودية إلى القطاع الزراعي في إندونيسيا دفعة قوية لبرنامج الملك عبدالله للاستثمار الخارجي الذي يهدف إلى تشجيع المستثمرين على الزراعة في الخارج لسد حاجات المملكة إحدى أكبر الدول المستوردة للحبوب في العالم. ومن بين المشروعات المتوقفة مشروع الشركة السعودية الإندونيسية للاستثمار الزراعي برأسمال 1.8 مليار ريال التي أعلن عن تأسيسها العام الماضي ويساهم فيها رجال أعمال سعوديون في مقدمتهم المهيدب والعثيم والبترجي. وستعمل الشركة في حال الموافقة عليها من قبل السلطات الإندونيسية في مجال زراعة الأرز والصويا والذرة في جزيرة بابوا. وإندونيسيا إحدى أهم الدول الإسلامية الجاذبة للاستثمارات الزراعية حيث يوجد 7.7 ملايين هكتار من الأراضي غير المستغلة في الزراعة حتى الآن وتبحث عن استثمارات لتطويرها. وتوقفت العديد من المشروعات بسبب الصدام بين الحكومة المركزية والمحافظات هناك بحسب ما أوضحه مصدر دبلوماسي إندونيسي ل"الوطن" أمس. ويبحث وزير الزراعة الإندونيسي سبل تمويل قطاع الزراعة إذ توجه أمس إلى بنك التنمية الإسلامي لعرض الفرص الزراعية . والسعودية من أكبر عشر بلدان مستوردة للأرز في العالم تسعى إلى دعم المستثمرين لإقامة مشروعات في الخارج بموجب مبادرة ترعاها الحكومة. وتتلقى مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الخارجي في الزراعة دعماً قوياً إلا أن ذلك لم يكف لتشجيع المستثمرين المحليين على أخذ المخاطرة والاستثمار في الخارج باستثناء البعض أمثال مجموعة صافولا السعودية ورجل الأعمال محمد حسين العمودي الذي قطع شوطاً كبيراً في زراعة الأرز في إثيوبيا . وكان وكيل وزارة الزراعة الدكتور عبدالله العبيد صرح في أبريل الماضي ل"الوطن" أن العديد من العناصر المكونة للمبادرة مازالت غير مكتملة وهو الأمر الذي أخر استفادة رجال الأعمال منها. وتم تشكيل لجنة وزارية للمبادرة أعقبها إنشاء شركة زراعية قابضة منذ سنة ونصف لكن الشركة ما زالت تحت التأسيس حتى الآن بحسب ما أوضحه العبيد. وأضاف بأنه متفائل بنجاح المبادرة لأنها ستساهم في زيادة الإنتاج العالمي من السلع الرئيسية ولأنها تحظى بدعم حكومي قوي من المملكة التي تعهدت بتقديم تسهيلات ائتمانية للمستثمرين الراغبين في الاستثمار خارجياً في الزراعة.