في ظل انعدام وسائل الإعلام سابقا، كانت المشافهة وندب الأشخاص وسيلة إبلاغ الناس بحلول شهر رمضان، ورغم أن الأوائل كانوا يعتمدون بشكل كلي على رؤية الهلال بالعين المجردة، إلا أن الظروف الجوية لا تمكنهم أحيانا من مشاهدته، وبالتالي لا يعرفون هل حل رمضان أم لا؟. يقول صالح بن محمد آل ناشر، من كبار السن في محافظة سراة عبيدة: إن قدوم شهر رمضان يعني الفرحة والرغبة الجامحة في مضاعفة الحسنات، مؤكدا أن مقولة "رمضان كريم" تعني أنه يحل ويأتي رزقه معه، ويلحظ الناس قديما خلال شهر رمضان انفراجا قد حدث في مواردهم المعيشية رغم قلة الإمكانات سابقا. وأضاف: الأهالي كانوا يعتمدون في الزمن الماضي، وبشكل أساسي على رؤية الهلال لدخول الشهر، وترسل الحكومة قديما مندوبين لإبلاغ الناس بحلول الصوم من عدمه، ويأتي أحيانا بلاغ بالصوم والناس مفطرون في ذلك اليوم. وعن طبيعة الأعمال اليومية في رمضان سابقا، قال آل ناشر "الناس قديما يشتغلون بالزراعة ورعي الأغنام سواء في رمضان أو غيره، ويخرج كل أفراد الأسرة للعمل، وكان هناك نوع من المشقة خاصة أن معظم الناس يبدؤون العمل بعد السحور مباشرة، وسط حرارة الجو والعطش، إذ كان رمضان يصادف فصل الصيف، ولكن مع ذلك نجد معونة من الله في القيام بأعمالنا، والجمع بين العبادات وإنجاز الأعمال التي تعد مصدر رزقنا"، مشيرا إلى الحرص على التواصل الأسري وتفقد أحوال الآخرين على اعتبار أن المنازل متقاربة والجميع يتساوى في الوضع المعيشي. وأضاف آل ناشر: أن الوجبات في رمضان هي نفسها في غيره، وذلك لقلتها قديما، ومن أبرزها منتجات المزارع والمواشي، مثل الخبز والسمن واللبن وقليل من اللحم. من جهته، أكد جابر بن عائض البشري من أهالي بني بشر أن الحياة قديما في رمضان تختلف عن حياة اليوم، فقديما لا سهر ولا نوم في النهار، بل عمل وعبادة وتواصل بين أفراد القرى، وكثيرا ما يحرص القدماء على التعاون في إنجاز الأعمال، مشيرا إلى أن الوضع الحالي للناس في رمضان مختلف، فكثيرا ما يضيع الوقت في النوم والسهر، والإسراف في الأكل والتفنن في إعداد الموائد، وكل ذلك يؤثر على صحة الإنسان.