ساد العرف في أوساط الشباب في منطقة عسير على أن يكون متنزه الحبلة هو المقر المناسب لتزيين وتحجير السيارات على مدى المواسم الصيفية السابقة، إلا أن تلك العروض امتدت إلى متنزه السودة السياحي لصيف هذا العام. وبدأ كثير من الشباب خلال اليومين الماضيين عرض سياراتهم على جنبات الطريق المؤدي إلى متنزه السودة، في خطوة لجذب انتباه الزائرين لمشاهدة الأعمال الفنية التي يضيفونها على سياراتهم أو رفعها بطريقة لافتة أو ترصيع أطرافها بالأحجار المختلفة. ويؤكد الشاب عبدالله الدوسري من محافظة وادي الدواسر أنه قدم ومجموعة من زملائه لقضاء بعض الأيام في منطقة عسير، التي تتميز باعتدال جوها خلال موسم الصيف وحرصوا على نصب خيمة لهم في متنزه السودة، في حين اختاروا سيارة أحدهم لتكون بمثابة العرض اللافت للزائرين حيث تم رفعها عن الأرض بطريقة مائلة ومن ثم تثبيتها بمئات الأحجار الصغيرة وعمل سياج دائري على أطراف السيارة على طريقة البناء القديمة، وتلوين الأحجار بألوان مختلفة مما يجعلها لافتة للنظر، واعتبر الدوسري أن هذا العمل لون من ألوان الفنون وشغل أوقات الفراغ فضلا عن كون الاهتمام بالسيارات وتزيينها أمرا مفضلا لدى غالبية الشباب. أما الشاب أحمد المطوع من أبها فقال: إن طريقة العروض في الحبلة والسودة تشهد تطورا عاما بعد عام، إذ يحرص الشباب في كل عام على تقديم عروض مختلفة وجديدة إضافة إلى حرص بعضهم على مواكبة المستجد في عالم السيارات. فهناك من تستهويه الألوان الغريبة أو السيارات ذات التقنية العالية أو طريقة فتح أبواب السيارة سواء كانت اعتيادية أم إلى أعلى، ومن الشباب من يضع السيارة على أربعة أحجار كبيرة ومنهم من يجعلها مائلة إلى الخلف أو إلى الأمام. ويضيف المطوع: بعد ذلك يتم تلميع إطارات السيارات وتنظيف أجزاء من السيارة وطلاء أخرى فيما تتم إضافة بعض الأنوار الجاذبة على السيارة لتكون شكلا جذاباً. ويشير الشاب جلال الشهراني إلى أن السيارات ذات الدفع الرباعي هي المفضلة لدى الشباب، لاسيما ما يخص الاستعراض على اعتبار أنها لافتة للنظر بضخامة إطاراتها وعلوها عن الأرض، وبعض الشباب يهوون الصعود بها إلى الصخور الكبيرة المرتفعة أو المرتفعات أو الدخول بها إلى الأماكن الصعبة التي لا تستطيع السيارات العادية الوصول إليها. ولفت الشهراني إلى أن طرق الاستعراض في هذا العام لم تعد تقتصر على سيارة واحدة فقط بل امتدت لتشمل أكثر من سيارة حيث يتم وضع ثلاث أو أربع سيارات بطريقة استعراضية متسلسلة ويتم رفع الأولى وإنزال الثانية أو العكس أو رفع مؤخرة إحدى السيارات ووضعها على مقدمة السيارة التي تليها. ويؤكد المواطن محمد بن أحمد العمري من زوار متنزه السودة أن مسلسل الاستعراض الذي يشاهده كل عام ينم عن طاقات إبداعية شابة يجب توظيفها التوظيف السليم في مجالات ذات مردود نفعي على الشاب نفسه وعلى المجتمع، مقترحا إلحاق الشباب بالمراكز الصيفية التي تقدم كثيرا من البرامج المهنية والدورات المتخصصة التي تنعكس إيجابا على مستوى أداء الفرد، مثمنا فكرة تخصيص رالي لسباق السيارات حيث يستطيع الشباب ممارسة هواياتهم من خلاله سواء بتزيين السيارات أو السباق ولكن بطريقة منظمة وآمنة وفي إطار محدد. و أكد المدير التنفيذي لجهاز السياحة في منطقة عسير عبدالله مطاعن أنه تم إدراج فعالية هواة عروض السيارات ضمن البرنامج السياحي لهذا العام، وتخللته جرعات توعوية مرورية في عدد من المتنزهات.