قال الناقد محمد الحرز "إن الرواية هي ابنة المدينة، وإن روائيين كباراً كتبوا الرواية بذهنية القرية والتاريخ"، لافتاً إلى أن الأحساء إلى الآن ليست جاهزة لصنع رواية، مؤكداً أن الشعر هو الموروث الرئيسي فيها، وهو الذي يعبر عن جميع الظواهر الثقافية التي نعيشها. جاء ذلك خلال ورقة ألقاها أخيراً ضمن فعاليات أيام ثقافية لنادي الأحساء الأدبي في أبها عن "الشاعر ومدينته.. الأحساء نموذجاً"، وأشار الحرز إلى أنه لا يمكن أن تتطور الأجناس الأدبية "الموسيقى، والمسرح، والقصة، والرواية" مؤكداً أن التحولات لا تقبل إلا بتطور المجتمع، وأنه إذا لم تحدث تحولات مفصلية في هذه المدينة فسوف تتوالى إلى الخلف ويحدث نوع من الفراغ الأدبي. وأضاف أن التحولات المفصلية المقصودة هي بنية مجتمع المدينة، مؤكداً في ختام ورقته بأنه لا يمكن الخروج من الأجناس الأدبية إلا بتطور المدينة، تطوراً حديثاً يبدأ من الذهن إلى الواقع. وبعد تجربتي ناديي تبوك وجازان الأدبيين العام الماضي، استضاف نادي أبها الأدبي رصيفه نادي الأحساء، منوعاً في الأفق الجغرافي، ومتيحاً الفرصة لجمهور منطقة عسير في التعرف على الحركة الأدبية في الأحساء من خلال أيام ثقافية على مدى يومين صاحبها معرض مشترك للكتاب. رئيس أدبي أبها أنور آل خليل عبر عن تطلعاته لتنظيم أيام ثقافية لكثير من مناطق المملكة في نادي أبها، لتحقيق الامتزاج الإبداع بين مبدعي ومثقفي منطقة عسير والمناطق الأخرى، طبقاً لتعبيره. وعل شيئاً من هذا تحقق حين أصغى الحضور في قاعة الملك فهد لمحاضرات لكل من نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي نبيل المحيش والمسؤول الإداري بالنادي الشاعر محمد الجلواح، وأعضاء مجلس الإدارة جعفر عمران ومحمد الحرز في محاضرة أدارها الشاعر جاسم الصحيح، وتميزت بالتنقلات الشعرية عن الأحساء في ليلة بدأت بمناجاة لأبها عبر قصيدة أحساوية أبهاوية. بينما كان المحيش يقدم صورة واضحة عن الأحساء من خلال ورقة أشارت إلى أن نصف شعراء العصر الجاهلي هم من شرق المملكة من الأحساء، متوقفاً عند انفتاح المنطقة، معدداً الصوالين الأدبية فيها وعلى رأسها صالون أحمد المبارك، لافتاً إلى أنه بحكم قرب الأحساء من دول الخليج تكون نوع من الصلة القوية بين أدباء الأحساء ونظرائهم في دول الخليج كالبحرين والكويت والإمارات وقطر، ومن هنا بدأ التنازع على انتماء بعض الشعراء مثل الشاعر القصيبي وخالد الفرج، فبحكم أنهما عاشا في أكثر من دولة، كانت كل بلد ترى أنه شاعرها. وتناول محمد الجلواح "المعالم السياحية الأثرية بالأحساء"، ومنها قصر إبراهيم وجبل قارا وميناء العقير، والعيون الكبريتية وأشهرها عين نجم التي يقصدها الناس من كل مكان للعلاج. واختار جعفر عمران الحديث في ورقته عن "الحركة البصرية في الأحساء" التي تشمل الفن التشكيلي والتصوير الضوئي والمسرح".